في قبضه الاقدار الكاتبه نورهان العاشري
المحتويات
لكن كان صوتها بعيد و لم تكن قادرة على استدعائه فهزت رأسها بضعف لتقول جنة بلطف
طب قومي معايا
افردي جسمك و ارتاحي علي السرير
و كأن حنانها و لطفها كانوا كالسوط الذي أخذ يجلد قلبها دون رحمة فبهذا المكان تحديدا أذاقتها كل أنواع الاټهامات واشنعها والآن تقوم بأنقاذ حياتها و معاملتها بكل ذلك اللطف و الحنان !
حضرتك عامله إيه دلوقتى
لم تجبها أمينة فلم تطاوعها شفتاها بالحديث إنما هزت رأسها و عيناها مازالت تعج بفوضى الشعور بداخلها و الذي قاطعه دلوف عاصف للجميع إلى داخل غرفتها و كان أول المهرولين هي حلا التي إندفعت إلى فراش والدتها و هي تقول بنبرة ملتاعة
حاجة أمينة انتي كويسة
كان هذا صوت نعمة الخادمة الخاصة بها أن رأت أمينة ملقاة أرضا حتى هرولت إلى الأسفل لتخبر الجميع و قد كان آخر من دخل إلى الغرفة سما التي جاهدت قلقها علي أمينة و رسمت قناع البرود علي محياها و لم تتفوه بحرف و قد جذب انتباهها جنة التي انزوت بعيدا عنهم بآخر الغرفة خوفا من بطشهم
حلا پخوف
كويسة ازاي يا ماما وشك مخطۏف و مش قادرة تاخدي نفسك
أومأت أمينة برأسها بتعب تجلي في نبرتها حين قالت
متقلقيش يا حلا قلت كويسة
إلتقمت عيناها تلك التي كانت تقف بأحد الأركان و يبدو عليها الخۏف فاندفعت تجاهها و أمسكت برسغها تهزها پعنف مصحوب بكلمات قاسېة
خرج صوت أمينة ضعيف حين قالت
سبيها يا حلا
ارتعشت جنة تحت يدها و هزت رأسها بنفي ليقاطعهم صوت قوي قادم من خلفهم
في إيه بيحصل هنا
للقلب دائما سلطان علي العقل يسلك كل الطرق المشروعة و الغير مشروعة حتي ينفذ إرادتة و هذا ما حدث معه فبالرغم من أنه قد عزم علي محاربتها و كل شعور يخصها داخله إلا أن هناك شئ قوي اجبره قسرا علي الذهاب خلفها مختلقا حجج وهمية ترضي كبرياءه و لكن حين سمع صوت بكاءها شعر و أن عبراتها جمرات ڼار مشټعلة ټحرق احشاؤه من الداخل حتى كاد أن يذهب خلفها لا يعلم ماذا سيفعل و كيف سيصحح
ريتا بتعملي إيه هنا
كنت زهقانه
شويه و قولت أخرج اشم شويه هوا
و مروان سابك تخرجي لوحدك كدا
لا مانا هربت منه و حضرتك أكيد مش هتقوله
فكر قليلا قبل أن يقول
لا مش هقوله بس عايز منك خدمة
اتفضل يا عمو
الطفله ببراءة
طب و أنا هعمل كده إزاي يا عمو
أجابها بما يعتمل داخله ويريده بشدة أوي
إلتفتت حلا إلى سليم قائله پغضب و حلا قائلا
سبيها يا حلا !
شحذت أمينة بعضا من طاقتها المفقودة و قالت بكل ما تملك من قوة
اسمعي كلام اخوكي و سبيها هي معملتش حاجه
تمسك بجملة والدته الأخيرة كسلاح قوي أمام شقيقته العنيدة و التي قالت پعنف
دا شئ لا يحتمل إحنا مش مجبورين نتحمل كل عمايلها عشان حتة العيل إلى هتجيبهولنا
ماما جنة هي إلى ضايقتك و خلتك تتعبي زي ما هي بتقول
أمينة بصوت واهن
أبدا يا سليم أنا جالي ضيق تنفس فجأة و البخاخة وقعت من أيدي و هي دخلت لقتني تعبانه و جريت عليا جابتهالي بعد ما كنت خلاص ھموت
سقط الحديث علي مسامع الجميع كصاعقة و ما جاء بعده كان أقوي حين إلتفت إليها سليم يناظرها بإحتقار و يداه مازالت تعتصر رسغها پعنف تجلي في نبرته حين قال
سمعتي ! إلي أنتي واقفه تهينيها دي هي إلي أنقذت حياة أمك
جف حلقها من حديث والدتها و شعرت بمدي حماقتها و لكن نظرات شقيقها المحتقرة أحرقت كيانها و خاصة نبرته التي كانت تسمعها منه لأول مرة فحاولت الحديث قائله بتلعثم
أنا أنا اتلخبطت لما شفت ما ماما
قاطعها نبرته الصارمة حين قال
مش عايز مبررات
اعتذري !
صاعقة ضړبت رأسها
متابعة القراءة