في قبضه الاقدار الكاتبه نورهان العاشري

موقع أيام نيوز

و أقتنصته عيناه لذا قال بلهفه حاول قمعها قدر الإمكان 
تعبانه 
إرتفعت عيناها تطالعه بتعب تجلي علي ملامحها و خرج صوتها ضعيفا حين قالت 
شويه !
زعزعت لهجتها الضعيفه ثباته للحظه و لكنه حاول التحكم في إرادته و قال بلهجه يشوبها اللين 
هتقدري تمشي لحد الملحق 
زاد إعيائها و لم تستطع أن تجيبه و شعرت بفوران مفاجئ في معدتها جعلها تهرول إلي جانب إحدي أواني الزرع و تقوم بإفراغ ما في جوفها و قد كانت آناتها ترسل إشارات حسيه إلي
قلبه الذي أجبره علي التقدم نحوها حين وجدها تحاول الإستناد علي أي شئ بجانبها خشية أن تسقط و رغما عنه مد يده لتعانق يدها قبل أن تسقط فإلتفتت تناظره پصدمه و قد إختلطت مياه عيناها و مياه أنفها ليصبح مظهرها مذري و لدهشته لم يجفل أو ينفر بل شعر بالشفقه علي ألمها و قام بإخراج إحدي المناديل الورقيه 
بقيتي أحسن 
أخرجه من تلك الحاله الغريبه صوت الخادمه خلفهم و هي تقول بإحراج 
سليم بيه   الحاجه بتقول لحضرتك لو جنة هانم تعبانه هاتها و أدخلوا جوا ترتاح  
لا لا أنا كويسه   
متأكدة أنك كويسه 
هزت رأسها و قالت بلهفه
آه متأكدة  
كانت كلماتها تتنافي مع ملامح وجهها الشاحبه و لكنه تجاهل ذلك و قال بخشونه
بم إنك كويسه يبقي تعالي عشان نفطر كلنا سوا   و بالمرة تتعرفي علي مروان إلي كنتي
مفكراه حازم !
قال الأخيرة بسخرية أغاظتها و قد عاد إلي عدائيته مرة آخري 
لم تجد مفر في الهروب منهم فقد حانت منها إلتفاته إلي نافذة غرفه الصالون فوجدت عينان ثاقبه تحدق بها في تحد خفي شعرت به فأخذت نفسا عميقا قبل أن تهز برأسها و هي تتوجه خلفه إلي الداخل بخطي مرتعشه فهي لأول مرة ستواجه بمفردها دون أن تكون بجانبها شقيقتها لذلك كان قلبها ينتفض خوفا و كأنها كالحمل الذي أوقعه القدر بين قطيع من الذئاب المفترسه  
قبل أن تصل إلي غرفه الجلوس تفاجئت حين إلتفت إليها و قال بنبرة خفيضة و لكن محذرة
متفكريش إن كلامنا خلص ! ال عايز أعرفه هعرفه   و خليكي فاكرة إني سألتك و أنت هربتي !
ألقى كلماته و تركها ليدخل إلي غرفه الجلوس بينما هي توقفت لثوان تحاول تهدئه قلبها من شدة خفقاته المرتعبه و صارت تردد قائله
اللهم إنها نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم   اللهم اكفنيهم بما شئت و كيف شئت إنك علي كل شئ قدير   و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون 
أنهت دعاؤها و توجهت إلي حيث ينتظرها الجميع و
أعلن صوت
حذائها العالي الكعب عن وصول صاحبته فشعر بطنين في أذنيه و بأن دقات قلبه تتناغم مع صوت طقطقه الحذاء الذي ما أن ظهرت صاحبته حتي توجهت جميع الأنظار إليها و جميعها كانت ساخطه ماعدا ذلك الغريب الذي كان ينظر إليها بغموض سرعان ما حل محله الدهشه حين سمع حديث أمينه التي قالت بوقار
دي جنة مرات حازم الله يرحمه يا مروان   تعالي يا جنة سلمي علي
مروان إبن عم حازم   
تفاجئت جنة من فعلتها ومن إهتمامها بتعريفها إلى هذا المدعو مروان الذي كان يناظرها پصدمه أخجلتها و بجانبه حلا التي كانت تناظرها بسخط فتجاهلتها و أقتربت منه و مدت يدها تصافحه بتحفظ قائله
أهلا بيك  
صافحها مروان بحرج بعدما حاول التخلص من صډمته قائلا بإرتباك 
اه   البقاء لله   معلش جت متأخرة  بس الجماعه هنا عارفين الظروف  والدتي مريضه کانسر و كان متحددلها عمليه كبيرة و مقدرتش أسبها و أنزل أحضر العزا 
إنقلبت ملامحها بلحظه فور تذكرها ما حدث و لكنها لم تعلق و أكتفت بكلمات بسيطه 
و لا يهمك ألف سلامه علي والدتك 
تعالي يا جنة أقعدي هنا  
كان هذا صوت أمينه التي أنقذتها فهي كانت بمأزق لا تعلم أين تجلس و لا تريد أن تظهر بمظهر الغبيه أمام هذا الغريب و ما أن أتاها صوت أمينه حتي أطاعتها
علي الفور و توجهت إلي حيث أشارت لترمي بها الأقدار مرة آخري أمام عيناه الثاقبه مباشرة فمقعدها كان يقابله مما جعلها تشيح بنظرها مجبرة لتقع عيناها علي ذلك الثنائي الملتصق الذي كان يتجاذب أطراف الحديث بصوت منخفض و لكنها كانت تعلم أن هذا الحديث كان علي شرفها   
إلتفت مروان إلي حلا التي كانت تجلس بجواره فقد افتقدته بشدة خاصة في ظروف ۏفاة حازم فقد كانا هذان الإثنان مقربان إليها كثيرا و لم تصدق عيناها حين شاهدت مروان يدخل من باب القصر ق و تجددت أحزانها بأحزانه و عادت إليها ذكرياتها السيئه مرة آخري و لكن أتت صډمه مروان الذي لم يكن يعلم بأمر زواج حازم مما جعله ينظر إلي حلا
تم نسخ الرابط