في قبضه الاقدار الكاتبه نورهان العاشري

موقع أيام نيوز

بتلك التي تختبئ خلف أدوات الحديقه الضخمه التي يغطيها غطاء قديم فتوجه علي الفور إليها فوجدها ترتجف كأرنب مذعور هاجمته ذئاب شرسه متعطشه للدماء فأمتدت يداه إليها تجذبها اليه بلهفه بينما إرتفعت إحدي كفوفه تحت ذقنها و هو يقول بنبرة مرتعبه
أنتي كويسه 
لم تستطع الحديث و كأنها فقدت صوتها و شل لسانها فقد كانت تتمشي في الحديقه بغير هدي فتفاجئت بذلك العش الملقي علي الأرض و بجانبه طائر صغير بدا و كأنه تعرض لهجوم شرس أطاح برأسه و معظم أعضاؤه و قد آلمها ما حدث فحاولت النداء علي حارس الحديقه و لكنه لم يجيبها فاقتربت و قامت بحمل الطائر لتضعه في عشه و هي تشفق علي والدته التي سينفطر قلبها ألما
علي صغيرها و لكن ما أن إمتدت يداها لتلامسه حتي تفاجئت بصوت مرعب من خلفها فألتفتت لتتفاجئ بغراب كبير يقترب منها ففزعت و قامت بإلقاء الطائر من يدها ليندفع الغراب تجاهها ينوي مهاجمتها ظنا منه بأنها من قټلت صغيره فهرولت مفزوعه لتجد مجاهد الجنايني الذي ما أن رآي ما حدث حتي حاول تشتيت الطائر عن مهاجمتها فقام بإلقاء حجر إليه فزاد نعيق الغراب و بعدها تفاجئ بأفواج من
الغربان تتوافد عليهم فصار ېصرخ مهرولا إليهم طالبا المساعدة بينما هي وجدت ذلك الغطاء الذي كان أسفله أدوات الإهتمام يالحديقه فإختبئت تحته و صار قلبها يدق كالطبول و جسدها يرتجف كأوراق
الخريف و ظلت تردد بشفاه مرتجفه 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
مروان بيه تعالي معايا بسرعة 
هرول مروان خلفه فتفاجئ به يخرج عصاة كبيرة و لف حولها شال أسود اللون و ناولها إياه و جلب واحدة آخري لنفسه و قام بفعل نفس الشئ و هو يقول بصړاخ 
يالا بينا نخوفهم عشان يمشوا 
لم يفهم ما يحدث و لكنه فعل ما يقول مجاهد الذي توجه إلي حيث يتجمع ذلك السرب و قام بالتلويح لهم و هو ېصرخ قائلا 
أعمل زيي 
فعل مروان بالمثل و هو يقول بإستفهام 
هو إيه دا أنا مش فاهم حاجه
مجاهد بصړاخ 
بنعملهم فزاعة عشان يمشوا   الغربان دول واعرين جوي و مهيسبوش طارهم واصل 
صړخ مروان حين رآي الغربان تتجه نحوهم 
الله يخربيتك دول جايين علينا إحنا 
أچمد يا مروان بيه متبقاش خرع أومال 
مروان بإستنكار بينما يواصل ما يفعله 
خرع إيه يا راجل أنت   ما تحسن ملافظك   كان يوم أسود يوم ما رجعتلكوا 
أخذ مجاهد يلوح بقوة و هو يتوجه إلي حيث تقبع جنة التي بدأ هدوئها يعود إليها شيئا فشيئا و حين سمعت الأصوات حولها رفعت رأسها تطالعه پصدمة تجاهلها هو بينما عيناه تطوف علي سائر جسدها و هو يقول بإهتمام 
أذوكي 
هتقدري تمشي 
يتعرض له في حياته 
بالكاد وصل بها إلي المنزل و هو يتجاهل كل ما يشعر به فوجد الجميع يهرول إليه و من بينهم فرح التي كانت تبحث عنها كالمجنونه لتفزع حين رأتها محموله بين يدي جلادها بهذا الشكل و قد صدمهم جميعا مشهد الغربان المغادرة بينما كان صوتها مرعبا و كأنها تتوعد بالمجيء مرة آخري  
بمنتهي الرفق وضعها فوق الأريكه بينما الجميع يقفون خلفه ينتظرون معرفه ما حدث و قد كان أول المتحدثين فرح التي أمسكت كوب المياه لتجعلها ترتشف منه بعض القطرات وهي تسأل بلهفه 
هو إيه إلي حصل بالظبط 
لم تستطيع الحديث فمازالت تحت تأثير ما حدث و مشاعرها التي فاجئتها اليوم كثيرا بينما عيناها ظلت منخفضه لا تقدر علي مواجهته ليتدخل مجاهد قائلا بتوضيح 
أنا هجولك يا ست هانم   أصل كان في غراب باني عشه علي شچرة في الچنينه إلي ورا و النهاردة لجيت العش دا واچع عالارض يظهر كدا والله وأعلم حاچه كلت ولده و وجعت عشه و لما چيت عشان أرميه الست هانم بعتتلي و روحت أشوفها و بعدها طلعت علي صوت الغراب و چيت چري أشوف في إيه لجيت الست چنة ماسكه ولده المېت فتلاقيه فكرها هي إلي جتلته فجعد يعمل الصوت دا بينادي علي عشيرته ياچوا يچبوله حجه هو و ولده 
كان الجميع في زهول تام من حديث مجاهدو سرعان ما قالت حلا پصدمه 
معقول الكلام دا هي الغربان بتفهم عشان تعمل كدا 
أجابها مجاهد قائلا 
أومال إيه يا ست هانم ! الغربان دي بتعمل محاكم زيينا أكده و عمرهم ما يسيبوا طارهم واصل 
زفرت أمينه براحه و هي تقول 
الحمد لله أنهم مشيوا من غير ما يأذوها 
تدخل مجاهد قائلا بخيبه
ميتهيألك يا ست هانم دول لازمن ياخدوا طارهم منيها و هيرچعوا تاني
عشان يأذوها 
تدخل سليم غاضبا 
لو حصل و جم تاني و ديني لهصطادهم واحد واحد 
مجاهد پذعر
لا يا بيه تبچي كدا بتفتح علينا أبواب چهنم دول كتير
تم نسخ الرابط