قطه كامله

موقع أيام نيوز

قائلا 
انتى قولتيلى اتوفى من سنة مش كدة 
أومأت برأسها مرة أخرى وهى لا تدرى سر اهتمامه بمعرفة ذلك .. فسألها 
و أهلك اتوفوا امتى 
نظرت مريم أمامها وقد ظهر فى عينيها سحابة حزن .. قالت بصوت خاڤت 
من 3 سنين
ظهر شئ من الحنان فى صوته وهو ينظر اليها قائلا 
ليه عيشتى لوحدك .. ليه ماعيشتيش مع أهلك فى الصعيد 
قالت مريم وهى تنظر اليه 
مكنتش أعرفهم ومكانوش يعرفونى .. لا عمرنا زورناهم ولا عمرهم زارونا
قال مراد بإستغراب 
ليه
ردت بحيرة 
معرفش
أومأ برأسه وترك الكتاب بجوارها كما كان وخرج من الشرفة ليتركها غارقة فى بحور ذكرياتها .
عادت سهى الى منزلها ودخلت غرفتها وألقت بنفسها على الفراش واڼفجرت باكية .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكن شعورها الأكبر والطاغى كان الخۏف .. كانت تشعر بأنها أجرمت فى حق نفسها .. حاولت كثيرا اخماد صوت الضمير بداخلها والذى تنجح دائما فى اسكاته .. لكن هذه المرة فشلت فى اسكاته .. بل تعالى صوته أكثر فأكثر يشعرها بمدى جرمها فى حق ربها وحق نفسها وحق أهلها .. تعالى صوت هاتفها معلنا عن اتصال من سامر .. كانت تشعر بأنها لا تطيق مجرد سماع صوته .. لا تعلم كيف تولد هذا الكره والحقد اتجاهه بداخلها .. كيف وهى بالأمس كانت بين ذراع يه .. أغلقت هاتفها وجلست على فراشها تبكى كما لم تبكى من قبل .
عاد عثمان من النيابة فإستقبلته والدته و صباح بلهفه .. قالت صباح 
طمنى يا خوى .. بوى كيفه .. هيخرج امتى
قال عثمان وهو يجلس بتعب ويضع يده على مكان جرحه 
معرفش هيخرج امتى .. ومانعيين زيارته .. أنا سيبتله اللبس والوكل مع عسكري وجالى هيوصلهمله
هتفت أمه بحسرة 
كان مستخبيلنا ده كله فين .. اييه العمل دلوجيت يا ربي
قال عثمان بغيظ 
أموت وأعرف كيف يعني جمال ينطخ بطبنجة أبوى .. كيف اللى طخ جمال جدر يدخل بيتنا وياخد الطبنجة منييه
ثم قال 
كلمت المحامى .. بيجول انهم دلوجيت خدوا بصمات بوى وهيشوفوا هيا اللى كانت على الطبنجة ولا لا .. وخدوا بصماتى آنى كمان .. وخدوا بصمات ناس كتير من عيلتنا وعيلة الهواري
قالت أمه بحرقه 
أشوف فيه يوم اللى عيمل اكده ولبسها للراجل الغلبان ده .. ده راجل حجانى ويعرف ربنا يترمى فى التخشيبة اكده .. حسبي الله ونعم الوكيل
قامت صباح مسرعة وتوجهت الى غرفتها وهى تشعر بالخۏف والحيرة
دخلت ناهد مكتب مراد وجلست أمامه قائله بجدية 
مراد عايزين نتكلم شوية
أمال على المكتب ونظر اليها بإمعان قائلا 
خير يا ماما
صمتت ناهد قليلا وأخذت تنقر على المكتب بأصابعها بعصبيه ثم نظرت اليه قائله 
أنا عرفت انت اتجوزت مريم ليه يا مراد
رجع مراد بظهره الى الخلف وقال ببرود 
ليه 
هتفت ناهد بتوتر 
عشان موضوعها هى و جمال .. والمشكلة اللى كانت هتحصل بين العيلتين
بدا عليه التفكير ثم نظر اليها قائلا بثقه 
كل اللى سمعتيه ده مش مظبوط
قالت ناهد بإستغراب 
ازاى يعني
قال مراد بحزم 
يعني الكلام اللى اتقال على مريم مش مظبوط .. دى لعبة من جمال
هتفت ناهد بدهشة 
لعبة ازاى يعني .. وهيستفاد ايه من كدة
قال مراد بضيق 
معرفش .. بس عمتو قالتلى كدة .. وللأسف الله يرحمها ماټت قبل ما أعرف منها كل حاجه
فكرت ناهد قليلا ثم قالت 
بس انت وهى مش متجوزين برضاكم .. مش كدة يا مراد 
قال مراد بهدوء 
أيوة احنا الاتنين اضطرينا نتجوز عشان المشاكل اللى كانت هتحصل
تفرست أمه فيه قائله 
دلوقتى بدأت أفهم
قال مراد بدهشة 
تفهمى ايه 
قالت أمه بضيق 
أفهم ليه انت ومراتك بعيد عن بعض .. وبتتعامل معاك بحذر أكنك واحد غريب عنها ..

وانت بتتعامل معاها أكنها واحدة متخصكش
ثم أضافت بعصبية 
وناويين بأه التمثيلية دى تستمر لحد امتى 
زفر مراد بضيق وقال بنفاذ صبر 
ماما مش وقت الكلام ده دلوقتى .. لو سمحتى نأجل الكلام ده بعدين .. أنا اللى فيا مكفيني
قالت ناهد وهى تنهض 
ماشى يا مراد براحتك .. مش عارفه هلاقيها منك ولا من اخواتك
قال مراد يوفقها 
ماما
التفتت ناهد فقال مراد بتعبيرات جامدة 
مريم متعرفش بموضوع رجلى
تجمدت ناهد فى مكانها وهى تنظر اليه .. فأكمل قائلا بحزم شديد 
ومش عايزها تعرف .. أبدا
أومأت برأسها بحزن والدموع تتلألأ فى عينيها .. خرجت وتركت مراد غارقا فى التفكير .
قامت مريم من على الفراش فى حجرة نرمين قائله بصوت ناعس 
أنا هدخل أنام بأه
قالت نرمين
برجاء 
خليكي شوية يا مريم
قالت مريم وهى تفتح عينيها بصعوبة 
بجد خلاص جبت أخرى أول مرة أسهر كدة
ثم أضافت ضاحكة 
يلا تصبحى على خير أشوفك بكرة أحسن شكلى هنام زى الحصان وأنا واقفة
ابتسمت نرمين قائلا 
وانتى من أهل الخير
توجهت مريم الى غرفة مراد .. رأت الضوء يتسرب من تحت الباب فطرقت الباب الى أن أذن لها بالدخول .. دخلت مريم وأغلقت الباب خلفها لتجده جالسا مكانها على الأريكة يقرأ أحد الكتب فى يده .. وقفت مكانها وهى فى حيرة من أمرها .. رفع رأسه ونظر اليها قائلا 
ازى نرمين دلوقتى 
قالت مريم 
كويسة الحمد لله .. أحسن كتير
أومأ برأسها ثم عاد
تم نسخ الرابط