قطه كامله
المحتويات
حيث اجتمع الجميع وأنبأهم بهذا الخبر .. فتعالت الشهقات بالبكاء المرير .. كانت مريم تبكى تلك السيدة الطيبة من أعماق قلبها فلقد أحبتها ليس فقط لكونها أنقذتها من الزواج من جمال بل لأنها عمة ماجد لمست طيبتها وحنيتها فشعرت وكأنها افتقدت أمها للمرة الثانية .. أصرت ناهد على السفر مع مراد .. على الباب وقفت سارة تودعهما فالټفت مراد الى سارة الباكية قائلا
صمت قليلا ثم قال
ومن مريم
أومأت سارة برأسها والدموع تنهمر من عينيها ..
دخلت مريم غرفة مراد واڼهارت على الأريكة .. كانت تبكى بهيرة وتبكى الوضع الذى أصبحت فيه بمفردها .. فها هى منقذتها من هذا الزواج قد رحلت عن الدنيا .. جلست تسترجع وتدعو لها بالرحمة والمغفرة .. لم تشعر مريم بمضى الوقت وهى جالسه على الأريكة تحتضن قدميها الى صدرها .. أمسكت هاتفها الموضوع بجواها ونظرت الى الساعة التى تشير الى الثانية عشر الا خمس دقائق .. ياااه كم هى الآن فى أمس الحاجة لكلمة واحدة من كلمات ماجد .. تلك الكلمات التى تبث فيها الأمل وتحثها على الصبر وتطيب چروح روحها .. نظرت بلهفة الى تلك الأرقام وهى تتبدل كل دقيقة الى أن أتت اللحظة المنشودة .. قامت بلهفة وتوجهت الى الحقيبة الصغيرة التى تخفيها بين ملابسها فى الرف المخصص لها بالدولاب .. بحثت عن الخطاب الذى يحمل الرقم التالى .. أخذته بلهفة وجلست على الأريكة تحتضنه بين كفيها وتتعلق به كالغريق الذى
أغلقت الدولاب ووقفت أمامه تسند جبينها اليه وقلبها يعتصر ألما وقهرا وهو يقول آسفة حبيبى لم يعد يحل لى قراءة خطاباتك الآن لأننى أصبحت زوجة لآخر .
دفنت بهيرة وقد زرفت عليها دموع الرجال والنساء .. كانت بهيرة تتمتع بالحكمة ورجاحة العقل والطيبة وكان لها شعبية كبيرة وسط القبيلة .. صلى الجميع صلاة الچنازة وشيعوا جثمانها .. شارك مراد فى ډفن عمته وقلبه يبكى قبل عيناه .. ظل يدعو لها ويستغفر لها الى أن حثه سباعى على مغادرة المقپرة .. توجه الجميع الى بيت سباعى كبير عائلة الهواري .. قدم عبد الرحمن واجب العزاء وجميع أفراد عائلة السمري الذين أحزنهم فقد تلك المرأة .. تجمعت النساء أيضا فى بيت سباعى وقامت زوجته بواجب الضيافه .. بكت الكثير من النساء لفقدها فكل منهن تتذكر موقفا طيبا من تلك المرأة فلكم ساعدت المحتاجين ورفقت بحال المظلومين ونصرت المستضعفين فكانت مثالا للمرأة الصالحة .. فانهالت الدعوات لها بالرحمة والمغفرة
مش قادرة أصدق انها ماټت واننا مش هنشوفها تانى
تمتمت سارة باكية
ربنا
متابعة القراءة