قطه كامله
المحتويات
فى عيناه فتوجهت الى الدولاب وأخرجت منه الحقيبة التى تحوى رسائل ماجد .. أخرجت الرسائل وأمسكتها ولوحت بها أمامه قائله پحده بصوت مرتجف
دى رسايل ماجد ..
كان كاتبهالى قبل ما ېموت .. كان مريض بالکانسر وكان المړض فى مراحله الأخيره .. كتبلى الجوابات دى وقالى أقرأ جواب كل اسبوع فى نفس اليوم ونفس المعاد .. كان عارف انى مليش حد غيره .. أهلى كلهم ماتوا فى حاډثة .. ماما و بابا و أختى .. كنت ھموت لولا ماجد وقف جمبي وساعدنى انى أخرج من محنتى .. وكتبنا كتابنا كان كل حاجة ليا عوضنى عن كل أهلى اللى راحوا منى فجأة .. كان هو الهوا اللى بتنفسه .. كان مالى حياتى كلها مكنش ليا غيره
لما عرفت انه مريض .. كنت ھموت .. اتمنيت فعلا انى أكون مكانه وان المړض ده يجيلى أنا وهو يفضل سليم .. كنت بمۏت وأنا عارفه انه بېموت أدامى ببطء وانى هخسره زى ما خسړت أهلى كلهم .. هو كان عارف مۏته هيعمل فيا ايه .. عشان كده كتبلى الجوابات دى تصبرنى لو حصله حاجه .. أنا بقالى أكتر من سنة من يوم ما ماټ عايشه على جواباته وكلامه المكتوب فيهم .. بفتح الجواب كل اسبوع فى نفس المعاد
بس والله من يوم ما دخلت البيت ده وأنا مقرأتش حرف واحد .. عارف معناه ايه انى مقراش جوابات ماجد وانى أمنع نفسي عنها .. بس أنا أجبرت نفسي على كده لانى مش خاېنة وبكره الخېانة .. لانى عارفه انى مادمت على ذمتك مش من حقى انى أقرأ جوابات واحد تانى
انتهت من كلامها وساد الصمت الا من صوت شهقاتها الخافته .. بدا وجه مراد جامدا وهو ينظر الى الخطابات فى يدها .. والى الخطابات العديدة التى مازالت فى الحقيبة التى تحملها بيدها .. تحدث أخيرا .. بصوت هادئ صارم وتعبريات جامدة كالحجر
الفصل الثانى والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
عاد مراد الى بيته واجما صعد الى غرفته وجلس على الأريكة واضعا رأسه بين كفيه ومغمضا عينيه .. ظل جالسا فى مكانه طويلا الى أن فتح عينيه ونظر الى الفراش أمامه .. بدت تعبيرات الألم على وجهه وهو يتذكر محادثتهما بالأمس واكتشافه الشبه الكبير بينه وبين أخيه .. كان الألم يغمره لشعوره بأن مريم ترى فيه أخاه ليس أكثر من ذلك .. فهو بديل حى عن زوجها المتوفى .. ربما لو لم تتحرك مشاعره تجاهها لما أهمه ذلك .. لكن مشاعره تحركت من جمودها واتجهت اليها بشوق .. لتتحطم آماله على صخرة ماضيها .. نهض وغادر الغرفة وكأنه لا يطيق المكوث فيها .. بعدما رحلت عنها.
يستطيع الماء المنهمر غسل روحها كما يغسل جسدها .. تمنت لو كان للماء قوة لإزاحة ما بها من آلام .. انتهت من حمامها ولفت نفسها المنشفة وتوجهت الى حقيبتها بجوار الباب ودفعتها الى الفراش وفتحتها لتخرج ملابسها .. نظرت بأسى الى الدبلة التى تزين يدها اليسرى .. حاولت نزعها من ذلك الإصبع .. لكنها ما كادت تلمس الدبلة حتى انهمرت دموعها .. وجلست على فراشها تبكى بحړقة .
مراد صباح الخير .. كنت فين انت و مريم خبطت عليكوا كتير الصبح محدش رد فتحت الباب لقيتكوا مش موجودين
لم يلتفت مراد اليها ولم يبد اى رد فعل .. راقبته ناهد بأعين متفحصه وقالت بشك
مراد انت كويس
صمت ولم يجيب .. وقفت أمامه لتضطره أن ينظر اليها وسألته بلهفة
صمت .. طال صمته .. ثم تحدث أخيرا قائلا بصوت هادئ
مشيت
قالت ناهد بإستنكار
يعني ايه مشيت
قال مراد بصوت حاول أن يوقف ارتعاشته
طلقتها
صمتت ناهد تحاول استيعاب صډمتها ثم هتفت قائله
طلقتها .. ليه يا مراد .. ليه كده يا ابنى
دمعت عيناها وهى تقول
ليه يا مراد .. ليه تحرم نفسك منها .. أنا عارفه انك بتحبها .. وهى كمان .......
قاطعها مراد پحده
وهى كمان ايه .. ماما ماجد كان نسخه منى .. عارفه يعني ايه .. يعني لو حسيتي فى أى وقت ان مريم حسه بحاجه نحيتي فتأكدى ان ده بس عشان أنا شكل جوزها .. اللى هو أخويا الله يرحمه
هتفت ناهد قائله
انت غبي يا مراد .. انت مشوفتش كانت قلقانه عليك ازاى لما تعبت .. قلقت عشان انت شبه أخوك ولا عشان كانت خاېفة عليك انت
قال مراد بحزم
مفيش داعى للكلام ده .. انا اتكلمت معاها واتأكدت انها لسه بتحبه .. وانها لو وافقت تستمر معايا
متابعة القراءة