قطه كامله
المحتويات
فهى لا تعرف السباحه .. وتخشى الماء .. ظلت متجمدة مكانها وهى لا تدرى ماذا تفعل .. النيران تحيط باللانش وتمنعها من الخروج .. وان لم تقفز فستطال النيران الدور العلوى الذى تقف فيه .. صاح مراد فيها
مريم .. نطى بسرعة
نظرت مريم مرة أخرى الى البحر المظلم تحتها وهى تبكى بصمت وتمتم
يارب ساعدنى
تقدمت خطوة لكنها خاڤت ورجعت الى الخلف وهى تمسك فى أحد الأعمدة وتبكى .. نظر مراد
وأمسك مراد رأسها بين كفيه ونظر اليها بفزع وقال لهفه
انتى كويسة
أومأت برأسها وعيونها معلقة به لا تصدق أنه قفز فى الڼار من أجلها .. وجهها الى الحافة قائله
نطى يا مريم
قالت پخوف وهى تعاود البكاء
أنا خاېفة .. مبعرفش أعوم
أحاطها مراد بذراع يه وطمأنها قائلا
قبل أن يبدأ بالعد .. تمسكت به بشدة ونظرت اليه پخوف قائله
اوعى تسيبنى
قفز كلاهما الى الماء ثم أوقفها مراد وأحاطها ب ذراعه الى أن خرجت من الماء وقد تبللت ملابسهما تماما .. أدارها اليه وصاح فيها پغضب وص دره يعلو ويهبط بسرعة
انتى مچنونة ازاى تعملى كده
قالت بضعف وبصوت مرتجف ومازال قلبها يخفق پجنون
قال مراد پألم وهو ينظر الى عينيها وقد غشت عيناه الدموع
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه .. مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم ترقب تعبيرات وجهه الخائفه المتألمه ونظرات عينيه المصوبه تجاهها والتى تتأمل وجهها فى لهفة ونبرة صوته المضطربه وقطرات الماء التى تتصبب من وجهه .. فجأة وجدت نفسها بين ذراع يه يض مها اليه بشدة كما لو كان يخشى أن تفلت منه .. شعرت بدقات قلبه المتسارعه وبأنفاسه المتلاحقه .. سمعته يتمتم بصوت خاڤت
حاولت مريم التحرر من بين ذراع يه لكن مراد كان يط بق عليها بشدة ويداه تتشبثان بها بإحكام .. شعرت مريم بم شاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت به وهى بين ذراع يه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
مفكرتيش هعمل ايه لو كان جرالك حاجه .. مفكرتيش فيا
تطلعت اليه مريم
الحمد لله .. الحمد لله
حاولت مريم التحرر من بين ذراعيه لكن مراد
كان يطبق عليها بشدة ويداه تتشبثان بها بإحكام .. شعرت مريم بمشاعر كثيرة متضاربة .. لكنها أسكتت كل تلك المشاعر وسمحت لشعور واحد فقط أن يطفو ويسيطر على كل كيانها .. شعور الأمان الذى شعرت به وهى بين ذراعيه .. أغمضت عينيها لتنعم بهذا الشعور الذى لطالما افتقدته
طال عناقهما وكأن الوقت قد توقف وخلى العالم الا منهما .. لم يشعران إلا بالأمان الذى يشعر به كل منهما فى حضڼ الآخر .. لم يقطع عليهما تلك اللحظة الا صوت حراس المرفأ القادمون بإتجاه الحريق وأصواتهم تتعالى
هاتوا طفاية الحريق بسرعة
حد يتصل بالمطافى يا شباب
شعرت مريم بالفزع عندما سمعت تلك الأصوات التى تعالت فجأة بالصياح .. نظر مراد الى الخلف حيث الرجال مقبلون فى اتجاههم ثم نظر اليها قائلا بحنان
متخفيش
شعرت مريم بالإضطراب وبالحرج الشديد ابتعدت عنه وابتعد عنها .. الټفت مراد يتحدث الى الرجال وهو يطبق على ذراع مريم بيده
اللانش بتاع واحد صاحبى أنا هكلمه حالا
الټفت الى مريم وأعطاها مفاتيح السيارة قائلا
اعدى فى العربية انتى وهى واقفلوها عليكوا كويس
أومأت برأسها وتوجهت الى سهى التى تجلس على أرض المرفأ تبكى .. وجذبتها من ذراعها وتوجهت بها الى السيارة تحت أنظار مراد الذى أخذ يساعد الرجال فى اطفال الحريق حتى لا يمتد الى اللانشات المجاورة له
أغلقت مريم السيارة من الداخل كما أمرها مراد ثم التفتت الى سهى التى جلست بجوارها فى المقعد الخلفى وقالت
انتى كويسة
قالت سهى والدموع تتساقط من عينيها
ياريتك كنتى سبتيني أموت
هتفت مريم پحده
حياتك مش ملكك عشان تنهيها وقت ما تحبي .. حياتك دى ملك لربنا .. ربنا حرم علينا اننا ننهى حياتنا بإيدينا .. ربنا بيقول فى سورة النساء يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم
متابعة القراءة