سلسلة الأقدار

موقع أيام نيوز


و لكن الإنتقام شوه الرؤيه لديه و جعله كالأعمي لا يري أمامه إلا من شعور بعدم الراحه وصل إلي حد الألم احيانا الذي يؤرقه ليلا حين يتذكر حديثه معها و طريقته الفظه و المحتقرة !
زفر بحدة و قرر الذهاب إلي الجراج الخاص بهم ليمارس هوايته المفضله و الوحيدة التي تنجح في جعله يفرغ شحنات غضبه و أثناء مروره بالملحق الذي تقطن به توقف لثوان و ألقي نظره علي أحد النوافذ قبل أن ينطلق في وجهته و ما أن

خطي خطوتان حتي سمع صړاخ قادم من هناك جعل كل خلاياه تضطرب و دب الذعر في جميع أوصاله فهرول إلي هناك و قام بالطرق بقوة علي الباب الذي أنفتح و أطلت فرح المرتعبه و فجأة تجمدت
الډماء بعروقه حين وقعت عيناه علي تلك الملقاه أرضا و أسفلها بقعه من الډماء 
يتبع 
الفصل السابع
أن تعشق إمرأة مثلي إنه أمر شاق للغايه 
لم أكن أنثى إستثنائيه يوما بل أنا الاسوء من بين جميع النساء و عليك أن تدرك هذا أولا
لأن الطريق إلي قلبي لن يكون سهلا أبدا 
فعليك تتقبل جميع صفاتي السيئة و تراها ميزات ! أن تتقبل جميع تصرفاتي المتقلبة دون أن تسأل عن الأسباب ! أن تتعامل مع ردودي الغير متوقعه علي أنها أمور طبيعيه ! أن تراني جميله بجميع حالاتي و تري مزاجيتي أجمل أنواع الدلال ! أن تراني دائما مميزة ببساطتي بعفويتي بحماقتي ! ألا أكون مجبرة دائما علي إدهاشك ! أريد عشقا خالصا يرمم شقوق قلبي و يصلح ندبات روحي أريد أمانا ينتزع الخۏف العالق بثنايا فؤادي و إعلم حينها أنك ستحظي بعشق سرمدي يفوق حدود الأبديه 
نورهان العشري 
كان الأمر في المشفي علي صفيح ساخن بينما الصمت يسيطر علي الجميع للحد الذي يجعل هسيس أنفاسهم مسموع بوضوح بينما القلوب تحترق بهدوء قاټل و الألسنه عاجزة عن الحديث فأي كلام يمكن أن يقال يخفف من وطأة هذه الصدمه الكبيرة حين أخبرهم الطبيب أنهم علي وشك خسارة الطفل !
خنجر مسمۏم بنيران الذنب إنغرز بمنتصف قلبه حين رآها غارقه في دمائها بينما تجمد في مكانه لا يعي ماذا يحدث ! فقط ألم هائل أجتاح كيانه حينما سقطت كلمات فرح كجمرات فوق قلبه و هي تقول بصړاخ 
لازم نوديها المستشفي حالا دي حالة إجهاض 
لا يعلم كيف حملها بكل هذا الرفق الذي لم يكن يظن بإنه يمتلكه و أي قوة
خفيه سكبت كل هذا الحنان بين كفوفه الممسكة بها بينما ملامحه كانت قاسيه و عابسه و كأنه يرفض تلك الكلمات المقيتة التي ألقيت علي مسامعه للتو 
كان
مسيطرا علي مقود سيارتة الضخمة بينما لم يستطيع السيطرة علي نبضاته الهادرة التي تتخبط پعنف بين ضلوعه و كأنها تعلن ثورتها عليه و إنقلابها ضده و ضد هذا العڼف
المعنوي الذي إرتكبه بحق تلك الجنة التي كانت ټصارع آلام تفوق طاقتها و حدود قدرتها 
قبضه قويه إعتصرت قلبه و هو يضعها فوق الحامل أمام المشفى بينما كل خليه به تصرخ غاضبه علي تركها و متألمه علي حالها و شحوب ملامحها التي كانت تضج بالحياة حين كانت تتحدث مع الفرس فقد كان يستمع إلي حديثها بقلب ممزق و عقل مشتت فكل الإتهامات تشير إلي أنها مذنبه حتي حديثها و نبرة الندم التي تغلفه تؤكد علي ذنبها الكبير الذي لم تستطيع غفرانه لذاتها بينما عيناها الشئ الوحيد الذي ينطق ببرائتها و يكاد قلبه يصدقها بينما عقله ينهره بشده و يحذره من مغبة الوقوع بسحرها الآثر فيتضاعف الذنب بقلبه و هذا ما لن يستطيع إحتماله أبدا !
معظم الخسارات في حياة الإنسان قابله للتعويض إما التجاوز ! و لكن ثمه خسارات مروعه تحمل المۏت في طياتها كأن تخسر شقا من روحك أو تفقد إحدي بطينان قلبك و هذا ما شعرت به 
تود أن تصل نبرتها المتألمه إلي أعماق قلبها حتي يتمسك بالحياة و ألا يفقد الأمل مطلقا تريد قطع
وعدا صارما لها بأنها لن تدع أحدا ېؤذيها لكنها ستستبسل في الدفاع عنها حتي المۏت فقط لو تخرج سالمه من هذه الغرفه ! لو تري ضحكتها البريئه تزين وجهها الفاتن مرة ثانيه !
يارب أحفظها يارب و متضرنيش فيها أبدا 
هكذا خرجت الكلمات من أعماق قلبها تناجي ربها بأن يحفظ شقيقتها الغالية و ألا يريها فيها بأسا يبكيها و لم تلحظ ذلك الذي كان يراقب جميع إنفعالاتها بهدوء تام و ملامح صارمة تتنافي مع ذلك الحنان الذي تسرب إلي قلبه دفعة واحده و هو يناظر رأسها المنكث و أكتافها المتهدله و ملامحها المنهزمه حتي خصلات شعرها التي كانت تسترسل بهدوء خلف ظهرها يتساقط منها قطرات الماء لټغرق ملابسها 
لتتفاجئ بتلك الکاړثة التي حدثت و لم تهتم بشأن ملابسها فحمدت ربها أنها قد إرتدت ذلك البنطال القطني القصير نوعا ما و فوقه هذا القميص من
نفس قماشه و الذي بفعل المياة المتساقطة من خصلاتها التي لاحظت للتو أنها تركتها منسدله خلف ظهرها 
لم تستطع أن تدير رأسها إليه فقد كانت عيناها تحمل ضعفا كبيرا لم تعتاده خاصة أمامه لذا تمتمت بكلمات شكر مقتضبة لم ترضيه فقد كان يود إقتناص فرصته في رؤيه عيناها الزيتونية دون حواجز فهو يعرف تمام المعرفه بأنها تحتاج أن تشعر بالأمان في تلك اللحظه التي عاشها هو بمفرده و يعلم مدي قساوتها و مرارة شعورها و لم يطاوعه قلبه أن تعيشها منفردة فخرجت الكلمات من فمه خشنه كما هي عادته 
هتبقي كويسه أن شاء الله
بقدر خشونه لهجته و لكنها كانت تحمل دفئا تحتاجه كثيرا أو هكذا كانت تتخيل و قد تمني قلبها لو تناظره في تلك اللحظه حتي تتأكد من صدق تخيلاتها و لكن أبى كبرياءها الظهور بمظهر أنثي بائسه قليلة الحيلة لذا رفعت رأسها تنظر أمامها قائله بصوت متحشرج 
إن شاء الله
كان رجل لا يعرف المستحيل و لا يقبل الرفض تعود علي إنتزاع ما يريده بمنتهي السهوله و اليسر الذي يتنافي مع ما يقابله معها ف ها هي ترفض توسله الخاڤت الذي لم و لن يفصح عنه أبدا تعانده بشدة لتمنحه ذلك التعطش الغريب لنظره إحتياج واحده من عيناها ! 
و كأن إحتياج كل هؤلاء
الناس ممن هم حوله الذين يعتمدون عليه كليا لا يكفيه ليشعر بهذه الرغبه القاتله في رؤيه إفتقارها إليه ليس من أجل إرضاء متعته في تحقيق إنتصاراته المتتالية معها و لكن حتي يكون و لأول مرة هو مصدر قوتها !
قطع حديثه الدائر بين ثنايا قلبه خروج الطبيب من غرفه جنة فكان أول من هرول إليه هو سليم الذي قال بقلب لهيف 
طمني يا دكتور 
هرولت هي الآخري و كان هو بجانبها ليتحدث الطبيب قائلا 
الحمد لله قدرنا ننقذها هي و الجنين بإعجوبه و بالرغم من كدا
الخطړ لسه قائم 
تجمدت الحروف علي بينما قال سالم بفظاظه
يعني إيه الخطړ لسه قائم 
يعني حالتها الصحيه غير مطمئنة لأنها
ڼزفت كتير و الهيموجلوبين عندها أقل من الطبيعي أنا مستغرب إزاي الطفل دا لسه ييقاوم و منزلش و تفسيري الوحيد إن دي إرادة ربنا إلي كاتبله أنه يعيش ! 
خرجت الكلمات متلهفه من بين شفتيه 
طب إيه العمل يا دكتور
علشان نحافظ عليها هي و الطفل 
لم يدقق قبل أن يتفوه بتلك الكلمات في حين ضاقت عيني سالم بينما إلتفتت فرح تناظره بغموض أصاب كبرياؤه في الصميم و لكنه تجاهل كل ذلك و ألتفت إلي الطبيب الذي قال بتحذير
طبعا إحنا حاولنا نظبط الهيموجلوبين و إن شاء الله منحتجش نقل ډم بس في المجمل هي محتاجه الراحه التامه عشان وضع الحنين يستقر كمان ياريت نمنع عنها أي ضغط نفسي و لازم نهتم بالأكل الصحي و أنا هكتبلها علي الفيتامينات اللازمه و بإذن الله الحاله تستقر 
تقدر تمشي أمتا 
هكذا تحدث سالم ليجيبه الطبيب 
مش قبل بكرة عشان نطمن أكتر علي حالتها و لو حصل لا قدر الله أي حاجه نقدر ندخل في الوقت المناسب 
ممكن أشوفها 
أخيرا خرج صوتها متحشرجا جافا ليجيبها الطبيب قائلا 
ممكن طبعا هي هتتنقل لاوضه عاديه و تقدروا تشوفوها بس زي ما قلت مش عايز أي ضغط عصبي و لا مجهود بدني 
هزت رأسها بتفهم بينما شعر هو و كأن حديث الطبيب موجها إليه فكل ما حدث لها كان بسبب غباءه في التعامل معها و تلك الكلمات المهينة و الإتهامات القاتله التي أمطرها بها كوابل من الړصاص لم يحتمله جسدها الرقيق و سقط معلنا إستسلامه أمام طوفان الظلم !
لم يتفوه بحرف بل إستدار علي عقبيه يخرج من المشفي و هو يلعن كل شئ حوله فقد أوشك الليله علي إرتكاب چريمه شنعاء و هي القټل ! و كان ضحيته الشئ الوحيد المتبقي من أخاه الذي لا زال للآن يحمل ذنبه هو الآخر و الذي كان يظن بأن بإنتقامه منها سيكفر عنه و لكنه وجد نفسه يغرق بوحل بالذنوب أكثر فزفر بحنق و أخذ يملئ رئتيه بالأكسجين الذي يحتاجه حتي يهدئ من حرقه و لكنه نسي أن الأكسجين غاز يساعد علي الاشتعال أكثر خاصة و هو يحمل رائحتها العالقه بملابسه و دمائها التي طبعت بقعه
فوق قميصه نفذت إلي أعماقه دون أن يشعر !
إلي أولئك الذين مازالوا محتجزين خلف أسوار الماضي عالقون بتلك العلاقات المشوهه التي لم تكتمل و لم تستطع قلوبهم تحمل نهايتها فك الله أسركم 
نورهان العشري 
كانت نائمة علي غيمه ورديه تحملها كالريشه و تطير
بها هنا و هناك أو هكذا كان حال قلبها الذي غزته ذكريات جميله حد البكاء رائعه حد اللعنه التي أصابتها ذلك اليوم حين أقرت بتسليمها إلي راية العشق 
كانت تترجل من إحدي سيارات الأجرة تنوي الدلوف إلي
جامعتها و لكن أستوقفتها نبرة صوت أصبح قلبها يعرفها جيدا حتي لو أنها كانت تخفي ذلك خلف قناع من الغرور و اللامبالاة و لكن داخلها كان يميل إلي ذلك الشاب الوسيم العابث الذي يلاحقها بكل مكان دون أي حديث فقط نظرات أذابت بروعتها حصون قلبها التي كانت متماسكه إلي حد ما قبل أن تسقط كليا عندما ضايقها أحد الشباب ذات يوم و كان له هو بالمرصاد و حينها قرر قطع حرب النظرات الدائرة بينهم و أقترب منها بلهفه لامست أوتار قلبها حين قال 
عملك حاجه 
هزت رأسها دون أن تتفوه بحرف بينما تولت عيناه زمام الأمور بينهم
 

تم نسخ الرابط