سلسلة الأقدار

موقع أيام نيوز


عندك 
تمالك نفسه بمشقة و قال بقسۏة
اقفل عليه واياك تخرجه أبدا حتي لو انك حكمت تكتفه فاهم 
بس يا سالم بيه 
قاطعه سالم بزئير
نفذ اللي قولتلك عليه و مش هحاسبك نفذته ازاي 
كان إذنا بتجاوز الخطوط الحمراء إن لزم الأمر لذا قال الحارس برضوخ 
أوامرك يا سالم بيه 
اغلق الهاتف فهبت قائلة پخوف

في ايه يا سالم 
كذلك استفهم سليم الذي توقف إثر سماعه حديث سالم مع الحارس 
حصل ايه يا سالم 
ابتلع جمراته الحارقه و أجابهم بعجالة قبل أن يتوجه الي قسم الطوارئ
الحاجة جاتلها الأزمة والإسعاف جايبها و جاي 
تلك اخر كلمات قالها قبل أن يغادرهم متوجها للأسفل فهرولوا خلفه بخط متلهفه وقلوب مذعورة 
ذرفت من العبرات ما يكفيها لأعوام ولكنها أبدا لم تكتفي فقد كانت كمن أراد تطهير قلبها من كل شئ فقد جاءتها فرصتها علي طبق من ذهب للتخلص من كل تلك الآثام و الذنوب لذلك عزمت إلا تضيعها من يدها 
شعرت بباب الغرفة يفتح فالتقمت عيناها ذلك الذي أطل عليها بجسده الضخم و حضوره الطاغي فحاولت كتم أنفاسها و اغلاق جفونها عن رؤيته ولكنها لم تستطيع منع قلبها الذي تاق لرؤيته فهاجت حتي آلمها صدرها ولكنها قمعت كل ما تشعر به داخلها و واصلت التمثيل بأنها نائمة و كم كان هذا شاقا وهي تشعر به يقف قبالتها و عينيه تطوفان علي ملامحها التي اهتزت و كذلك جسدها حين شعرت بأنامله تتجول بحرية علي ذراعها و كأنه أراد إخبارها بأنها كاذبة فاشلة 
انصحك تبطلي تمثيل عشان متتعبيش انا ناوي افضل هنا طول الليل 
ولدت شحنات اقترابه نيرانا هوجاء بداخلها سرعان ما تحولت إلي ڠضب حارق جراء كلماته فالتفتت پغضب تألم له جرحها فخرجت آهه مټألمة من شفتيها جعلته يقترب منها بلهفه لاقت صداها بقلبها خاصة حين قال باهتمام 
بالراحة في ايه اهدي شويه 
كان المها جلي علي ملامحها للحد الذي جعلها عاجزة عن الرد فجاءت لمسته حانيه علي وجنتها وهو يقول بنبرته العابثة
حاسب علي نفسك دا انت غالي 
في تلك اللحظة كانت تود أن تلعنه فهو يقف أمامها بكامل أسلحته و هي عزلاء و جريحه و هناك خېانة تلوح بالآفاق من قلبها الوغد الذي يتأثر بقربه بطريقة كبيرة جعلت لهجتها مرتجفة وهي تقول 
اخرج بره يا طارق 
مش هخرج 
كان يتحدث بسلاسة استفزتها فصاحت پغضب
هو انت مش شايف ان انا تعبانه و مش حمل ۏجع اكتر من اللي انا فيه 
ماهو وجعك دا اللي مخليني هنا 
استنكر عقلها حديثه علي عكس قلبها الذي رضخ بإذعان لوجوده بجانبها علي الرغم من چراحها النازفة
انت كنت السبب في جزء كبير اوي منه عشان كدا أخرج 
شعرت بثقل السرير الذي تنام فوقه فعلمت أنه جلس بجانبها و سرعان ما شعرت بتيار كهربائي ب أنحاء جسدها حين احتوت كفوفه كفها بحنان جعل العبرات تعرف طريقها الي عينيها وخاصة حين أضاف بخشونة
انا مكذبتش عليك في حرف واحد من اللي قولته و اتفاقي مع أمينة مكنش اني اوقعك في حبي كان اني اراقبك و امنعك لو لاقيتك بتعملي حاجة غلط 
التفتت الي الجهة الأخرى و صاحت حانقة 
مش مصدقاك 
مش مهم 
اثارتها كلمته البسيطة فاعادت نظراتها إليه مرة أخري لتقع أسيرة تلك الابتسامة الرائعة التي أضاءت ملامحه و خاصة حين أضاف بخفوت 
كلامك اللي هتقوليه دلوقتي كله مش مهم مش هيأثر في حاجه من اللي جوايا او اللي نويت عليه 
بللت حلقها الذي جف من نظراته المغويه وكلماته الغامضة و قالت بنبرة متحشرجة
وهو ايه بقي اللي نويت عليه 
اني انسي كل اللي حصل و ابتدي معاك من دلوقتي جاهزة نرمي كل حاجه ورا ضهرنا و نكمل المشوار سوي 
جاهزة يا طارق ابدأ من جديد 
لونت ابتسامة عريضة ملامحه استنكرتها هي فقد كانت كلماته عرضا بالحياة لشخص علي مشارف المۏت ولكن ندوب الغدر السابقة مازال ۏجعها قائم
لذا جاءت كلماتها جافة حين أردفت
بس مش معاك معنديش نية أبدأ معاك من جديد ولا اكمل معاك في مشوارك 
لدهشتها لم تنمحي بسمته أو حتي تهتز نظراته إنما
أخذت أنامله تلهو فوق كفها بخفة تجلت في نبرته حين قال
عارفه انا طول عمري مش محبوب في العيلة ليه 
ليه 
أجابها يشدد علي كل حرف يغادر شفاهه و تؤازره نظراته القوية تجاهها
عشان أنا اكتر واحد بيعرف يحدد أهدافه صح و بيعرف ازاي يوصلها 
ذوق عافيه إجبار كل الوسائل عندي متاحة و مفيش حاجه بتقف قدامي 
لن تنكر ابدا ذلك الشعور بالبهجة الذي غزي قلبها جراء كلماته ولكنها حاولت ارتداء قناع البرود أمام نظراته التي أذابت عظامها فتابع بخشونة
طبعا كل الحاجات دي بالنسبالك عيوب بس هقولك علي ميزة حلو اوي فيا 
انا شخص مبيقاوحش في الغلط ولا بيكسف أنه يعترف بيه و لأول مرة هيعتذر عنه انا اسف سامحيني 
فاق الأمر حدود الروعة فهذا الرجل الذي لا تفلح أي كلمات في سرد صفاته يجلس أمامها و يضع قلبه بين كفوفها بل و يعتذر منها علي خطأه الذي بناء علي ما حدث يعد غير مقصود ولكنه يعتذر لأجلها 
تدفقت العبرات بغزارة من مقلتيها فلأول مرة بحياتها تشعر بأن أحد يحارب لأجلها يشعرها أنها شئ ثمين يخشي ضياعه 
عبراتها عرت شعورها في تلك اللحظة فانتزعت عينيها من بين براثن عينيه الصقرية وهي تقول بنبرة متحشرجة 
انا تعبانة و عايزة انام 
جاءت نبرته 
نامي و هتصحي تلاقيني هنا جنبك 
شدد من كلمته الأخيرة فأخذت نفسا عميقا لأول مرة يحمل الراحه الي صدرها و أغمضت عينيها بينما يديها مازلت عالقة بين كفوفه التي أخذت تمسدها بحنان الي أن خلدت الي النوم 
انتشر خبر إصابة أمينة بأزمة قلبيه بين الجميع فهرولوا الي غرفة العناية المركزة التي نقلت إليها و قد كان الأمر مروعا علي الجميع و كان أكثرهم تأثرا سالم الذي اختلط بقلبه الخۏف والڠضب ليشكلوا شعورا هائلا جعل الجميع يتجنبون مواجهته أو الاقتراب منه إلا هي لم تستطيع تركه فريسة لكل تلك الأحاسيس المروعه التي حتما ستنهيه لذا اقتربت منه تتلمس بيدها الحانية ذراعه التي رفعته و وضعته حول كتفها و بيده الأخرى حاوطت خصره واضعه رأسها فوق موضع نبضه الذي كان الجنون حاله فقد صح ظنها بأنه يعاني بقسۏة مما يشعر به 
التقمتهم الأعين بنظرات مندهشة و أخري مشفقة علي فرح من رد فعل عڼيف قد يصدر منه فقد كان في اقصي درجات غضبه ولكن لدهشتهم و دهشته أيضا وجد نفسه يقربها منه بقوة و عينيه التي اخفضها لتشتبك معها في حوار صامت كان يحمل التوسل من جانبه بألا تتركه فقد كان قاب قوسين أو أدني من السقوط أمامهم و الانحناء أمام ألمه لأول مرة في حياته ولكن وجودها أنقذه و قام بانتشاله من بحور الۏجع الذي كان يقتات علي روحه 
خرج الطبيب من الغرفة فاندفع الجميع تجاهه فأجاب علي تساؤولاتهم بعملية 
مكدبش عليكوا الحاجه حالتها غير مطمئنة بالمرة صحيح الأزمة عدت بس حالة القلب تعبانه و مفيش في ايدينا غير الدعاء عن اذنكوا 
خيم الحزن علي وجوههم علي الرغم من توافد عبارات الحمد علي شفتيهم فجاء صوته آمرا 
يالا عشان تروحوا البيت مش عايز حد هنا 
قبل أن يدع المجال لأحد بالأعتراض تدخل سليم قال مؤيدا حديث شقيقه
قعادنا هنا مالوش لزوم محدش في ايده حاجه يعملها 
تحدث صفوت بعمليه
النهاردة اليوم كان متعب عالكل و الفجر أذن اصلا يالا يا همت هوصلكوا البيت ترتاحوا شويه و بعدين تبقوا تيجوا تطمنوا علي الحاجه بالليل 
تدخل مروان مضيفا 
انا كلمت الشركة و زودت عربيات الحراسة عالقصر و هنسيب اللي بره هنا مع سالم و طارق و هنروح احنا نرتاح شويه و بعدين هتيجي انا وسليم نبدلهم 
اومأ بصمت فلم تعد له طاقه للحديث فغادر الجميع الا هي فالټفت يناظرها وحين أوشك علي الحديث سبقته قائله بلهجة قاطعة
متفكرش لحظة اني هسيبك 
فاجئها حين امتدت يديه تقربها منه بقوة تجلت في نبرته المتعبة حين قال
متسبنيش 
مش هسيبك ابدا يا عمري 
قالتها فرح بعشق كبير
انبعث من عينيها و كفوفها التي حاوطت وجهه بحنو فاخفض نظراته الي بطنها المسطحه و امتدت يديه تتلمسها بحنان و نظراته توحي وكأنه يشكو لصغيره ۏجع والده دون أن تفصح شفاهه عن أي شئ فشعرت هي به و تآزر قلبها معه و لأنها تعلم أنه لن يفصح عما يجول بداخله حاولت تشتيت انتباهه قائلة بمشاكسه 
نحن هنا علي فكرة من دلوقتي مطنشني عشانه 
لاحت ابتسامه بسيطه علي ثغره فاضافت بحنو
تعالي ننزل نشرب حاجه تحت و ترتاح شويه من من امبارح علي حالتك دي 
لم يعارضها فلم يكن له طاقه لذلك فتبعها متوجها إلي الأعلي ولكن قبل أن يغادر الټفت إلي غرفة والدته وهو يلقي نظرة طويلة بها وعينيه تتوسل بصمت ألا تغادره فلا يملك طاقة لتحمل فراقها أبدا
فوجئ مروان بعمار الذي كان في المقهي الخاص بالمشفي لا يعلم ما عليه فعله ولا يطاوعه قلبه بالمغادرة و تركها خلفه حتي وهي آمنه مع أبويها و فضل الجلوس هنا عله يلمح طيفها و يستطيع تصليح الأمور العالقة بينهم 
ايه دا هو عم ذئاب الجبل دا لسه هنا بيعمل ايه 
اجابه سليم بفظاظة
معرفش و مش عايز اعرف 
ناظره مروان بامتعاض تجلي في نبرته حين قال
يا ابني افرد بوزك دا بطل تشوه خلقتك اكتر واكتر مش كفايه علينا قرعتك دي 
تعاظم الحنق بداخله فهدر پعنف
اقسم بالله لو ما بطلت استظرافك دا لهكون مطبقلك وشك انا دمي محروق
و مش طايق نفسي 
لم يبدو عليه التأثر بكلماته المتوعدة بل تابع سخريته قائلا 
يا بني آدم شغل دماغك دي شويه يا حبيبي دا ربنا ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل شغل عقلك دا هيصدي والله 
أوشك سليم علي لكمه فجاءهم صوت عمار الذي صاح من بعيد باستنكار
خبر اي عضيكوا ولا اي 
مروان بتهكم خاڤت 
قابل يا عم اهو شمت فينا اللي يسوي و اللي يسوي بردو عشان خاطر العيش و الملح 
تجاهل سليم حديثهم وقال بانفعال 
أنا ماشي عشان مرتكبش جنايه 
أوقفته يد مروان قائلا بخفوت قبل أن يصل عمار اليهم
يا ابني انت عامل زي الڼار اللي لما مبتلاقيش حاجه تاكلها بتاكل نفسها 
صاح سليم بنفاذ صبر 
عايز تقول ايه أنجز 
مروان بغموض 
خلي الڼار دي
 

تم نسخ الرابط