سلسلة الأقدار
مش هفضل اتكلم من ورا الباب كدا افتحي قلت
فتحت الباب بغل تجلي في نبرتها حين قالت
نعم
جاءها رده الهادئ مع تلك الغمزة العابثة
عايز اخد شاور أنا كمان
غلت عروقها من وقاحته و تجاوزته وهي تقول حانقة
اتفضل ادخل سيبالك الحمام و الأوضة كلها و خارجة
جذبتها يديه التي احتوتها كعروس فامتزجت دقات قلوبهم بشغف تجلي في نبرته حين قال
تجاهلت تأثرها بوضعهم هذا وقالت بحنق
عايز ايه يا ياسين
احنى راية تمرده أمام عشقها وقال بنبرة شغوفة
عايزك تسامحيني و متزعليش مني
عانقت رقبته وهي تقول بدلال
و أيه كمان
داعب أنفها بخاصته وهو يقول بعتب
تبطلي رخامة و تقبليني زي مانا
مانتا مش قابلني زي مانا !
همس أمام شفتيها بنبرة موقدة
قابلك بس دانا عاشقك يا حلا
أدارت وجهها الجهة الأخرى تخفي ابتسامتها الرائعة وحاولت الثبات على موقفها وهي تقول بدلال
بإمارة اي دا انت في أول فرصة بتبيعني ولا اكني فارقة معاك أصلا
شددت يديه من احتوائها و قال هامسا بجانب أذنيها
أنت أكتر حد فارق معايا في حياتي بس أنت متهورة و دا ممكن يوقعنا في مشاكل احنا في غني عنها
فأجابته بتذمر
يعني أنت مسمعتش كلام ابن عمك
سمعته عشان كدا زعقتلك
هبت معارضة
ليه بقى
ياسين باتزان
شيفاه عامل زي الطور الهايج تقومي تقفي قدامه افرضي كان قالك كلمة ولا علا صوته عليكي كنت هعمل أنا ايه بقي اقف اتفرج ولا اكسرله سنانه و يقولوا إنك خلتينا نقف قدام بعض
مانا كان ڠصب عني
ياسين بحنو
بردو عارف وعشان كدا لازم تتحكمي في انفعالاتك شويه و اعرفي إن محدش هيتجرأ أبدا عليكي ولا على أهلك بالرغم من أي حاجه طول مانا موجود
اومأت بتفهم
حاضر
اقترب أكثر وهو يقول بعبث
خلاص صافي يا لبن
تدللت قائلة
يروق له كل شيء منها حتى أنفاسها فهمس يداعبها
ماشي كدا حاف
أجابته برقة
حليب يا قشطة
أظلمت عينيه و اقترب
منها بينما تراجعت هي حين قال بوقاحة
طب عايز أدوق القشطة بقى
تدللت وهي تعطيه ظهرها قائلة بغنج
معلش بقى مش فاضية يا دكتور
قادته أقدامه إلى حيث قلبه وهو يزمجر بشوق
يبقي تفضيلي يا بنت الوزان
مچنون مين يفكر ياخدك مني أو يبعدك عني أنت حتة مني مقدرش استغني عنها أبدا
ملست بأناملها الرقيقة شعيرات ذقنه الكثيفة وهي تقول بخفوت أشبه بالعزف
اوعدني إنك مش هتزعلني تاني وأنا اوعدك إن مفيش حد يقدر ياخدني منك أبدا
لثم موضع جنونه يرتشف منه وعدها الأخير بأن لا شيء يمكن أن يأخذه منها ثم قال بنبرة محرورة
دا ابتزاز صريح بس عشان التوت الحلو اللي نطقه دا اوعدك
كان وعدا يستحق المكافأة ولم تبخل بها فقد اقتربت ترتشف هي الأخرى وعده الرائع فأثارت فعلتها جنونه و أخرجت شياطينه من چحيم رغبته العاتية بها فانهال عليها بعشقه الجارف ينهل من شهدها حتى أسكره نبيذ رمقها و عذوبته ولكن كان لخوار جسدها رأيا آخر فتركها على مضض بينما استندت هي على صدره هانئة القلب على الرغم من آلامها الهائلة
دلف سالم إلى المنزل تزامنا مع وصول فرح هي الأخرى و التي ما إن رأته حتى توقفت قائلة بلهفة
جيت امتى
سالم بخشونة
لسه دلوقتي عملتي ايه عند الدكتورة
التفتت تنظر إلى مروان بعتب قابله الأخير بسخط قبل أن يتوجه للداخل و كذلك فعلت شيرين فاقترب منها مستفهما
قالتلك ايه
فرح برقة
متقلقش طمنتني ممكن نطلع فوق نتكلم شوية
لأول مرة بحياته كان يود الهرب منها فقال بجفاء
ورايا شغل كتير و مبقاش فاضل على ميعاد الطيارة غير ساعتين بس
اقتربت منه واضعة يدها على موضع نبضه وهي تهمس قائلة
يتأجل الشغل يتأجل و الساعتين دول يبقوا من نصيبي هتوحشني اوي
هل يمكنه مقاومة إغواء امرأة ملكت قلبه ذات يوم و الآن تملك كل ذرة من كيانه
أطاعها بصمت حين أمسكت بيده و توجهت إلى الأعلى و حين دلفوا سويا إلى الغرفة تحدث ينوي بتر كل محاولاتها للحديث
فرح أنا معنديش طاقة للكلام
فاجأته حين اقتربت تحتوي باقي حروفه في جوفها بشغف بعثر كيانه وأطاح بثباته الذي لا ينال منه سواها
بادلها اختوائها الشغوف بأقوى منه حتى أنه أطلق العنان لعشقه الضاري بامتلاكها محررا جيوش شوقه العاتية لتتسيد لقائهم الذي كان يحوي من الشغف ما يجعل العظام تذوب و القلوب تحترق فكان هذا التشبيه الأمثل لما يحدث الاحتراق كان كلا منهما ينصهر بجانب الآخر يبثه كافة أنواع الشعور من بينها الألم الذي تقبلته بصدر رحب فقد كان و كأنه يشكو لها مرارة ما يشعر به فتمتصها بكل رحابة و تقبلها كأنها تسكب حلاوة ريقها في جوفه فتمحي كل ما يعلق به ولا يتبقى سوى شهدها الرائع فأخذ يسحب منها حتى أنفاسها يختزن ما يكفيه حتى يعود ولكنه كان يخشى عليها من الألم فهمس من بين لهاث محموم
لو قسيت عليك نبهيني مش عايز أتعبك
تساقط العسل فوق قلبه من شفاهها حين قالت
تعبك راحة و قسوتك على قلبي سكر
لثمت بكلماتها جراحه الدامية فأخذ نفسا قويا معبأ برائحتها العذبة قبل أن يهمس بصوت أجش
أنت راحتي في الدنيا دي قربك دا هو المكان الوحيد اللي بحس إني مطمن فيه
استرد
أنفاسه الهاربة قبل أن يضيف بنبرة مشجبة
اوعي تخذليني يافرح أنا مملكش في الدنيا غيرك
اقتربت تلثم جبهته بحنو
اتبعتها بأخرى فوق ثغره وهي تقول بهمس
صادق
قلب فرح اللي مبيدقش غير ليك اخذلك ! دا انت روح قلبي يا سالم و عمري كله فداك
زمجر بخشونة
أنت لو قاصدة تجننيني مش هتقولي كدا أكلك دلوقتي ولا اعمل فيك ايه
همست بدلال
أنا من إيدك دي لإيدك دي اعمل اللي أنت عايزه
كلماتها أوقدت نيرانه الملتهبة و أذهبت بحسنها عقله فاجتاحها كطوفان أغرقها وغرق معها في لجة العشق الملتهبة التي توازيها آناتها المستمتعة و أنفاسه المتحشرجة فلم يدع مكان حولهم إلا و جعله شاهدا على تلك الملحمة الرائعة التي لن تكفي الحروف لوصفها
سليم
الټفت سليم إلى جنة التي كانت تقف خلفه أمام باب غرفة الملابس فاقترب منها قائلا بحنو
صحيتي امتا
جنة بخفوت
أول ما حسيت بيك دخلت الأوضة
احتواها بحنان تجلى في نبرته حين قال
صح النوم
يا حبيبي
لونت ثغرها ابتسامة هادئة قبل أن تقول باهتمام
عامل ايه دلوقتي
سليم بخشونة
لما شفتك بقيت أحسن
اومأت برأسها قبل أن تقول بلوعة
احنا مش مكتوبلنا نرتاح بقى
زفر بقوة قبل أن يقترب ناثرا اعتذاره صامت فوق خدها برقة تجلت في نبرته حين قال
بالنسبالي وجودك هو راحتي
همست بلوعة
خاېفه بعد كدا ميبقاش كافي يا سليم
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
ليه بتقولي كدا
جنة پألم
هتخسر أخوك عشاني
أنا خسرته من زمان و دا مالوش علاقة بيك
هكذا تحدث بجفاء فصاحت مټألمة
غلط أنت عيطت النهاردة عشانه دا أخوك و أنت عمرك ما تخسره يا سليم هيفضل جواك معزة ليه مهما حصل
تمالك نفسه بصعوبة و قال بقسۏة
ايوا يعني أنت عايزة ايه دلوقتي
تزاحمت العبرات بمقلتيها قبل أن تقول بشفاه مرتجفة
خاېفة اخسرك
غرسها بين جنبات صدره بكل ما أوتي من قوة تجلت في نبرته حين قال
مفيش حاجة في الدنيا دي هتخليني اخسرك حتى لو أنت نفسك حاولتي تبعديني مش هتعرفي
همست بلوعة
سليم
قاطعها قائلا بنبرة محرورة
عارفة سليم عايز يعمل ايه دلوقتي
استفهمت قائلة
ايه
شهقت مستنكرة
ايه
اه والله عايز اللي بيقول حاجات ملهاش أساس من الصحة دا
اغتاظت من وقاحته و قالت بتذمر
أنت قليل الأدب
قال جملته
خاېفة تخسريني دا أنا أموت ولا أبعد عنك لحظة واحدة
هتفت بلهفة و بصدر يعلو و يهبط من فرط التأثر
بعد الشړ عنك
أنت حقي من الدنيا دي و أنا مش بسيب حقي ولا بفرط فيه
شاركته شغفه قائلة بجرأة
ولا أنا هسمحلك تبعد عني خطوة واحدة أبدا
إن كان العشق ېقتل فقد كانت هي أول شهدائه و إن كانت لجدران الغرفة صوت لصړخت تعزف سيمفونية رائعة عن ثنائي العشق الرائع الذي لا يصمد أي شيء أمامه و لا يجرؤ عائق على التصدي له
كان يعمل علي حاسوبه فإذا به يجد رسالة تصل إلي أيميله الشخصي فحين فتحها توقفت الأنفاس بصدره و برقت عينيه من شدة زهولها حين رأى
يتبع