سلسلة الأقدار
المحتويات
الوزان بنتنا تربية منصور الوزان اللي عملت المستحيل عشان تحولها نسخة منك و مفلحتش عشان أصلها الطيب و تربيتها غلبوها
عودة لوقت سابق
جالسة في الحديقة تناظر النجوم بأعين حزينة تشعر بأن كل شئ حولها لا ينتمي لها أو أنها هي من لا تنتمي الى هذا المكان فهي لطالما كانت وحيدة به لا تعلم هل الخطأ يكمن بها أو بمن حولها ولكنها لم تكن سعيدة أبدا هنا حتى تلك الزيجة التي كانت ستجمعها بسالم ظنت أنها قد تكون سبب نجاتها و سعادتها كان الدافع الأول و الكبير لها والدها حتي يستطيع أن يتغلغل أكثر داخلهم ولكنها لم تكن سعيدة معه كانت منبهرة بوسامته و هيبته ولكنها بحثت عن الحب خارجا مخطئة و تعلم ذلك ولكن كانت روحها تنشد اي بادرة حنان وحب لطالما افتقدته حولها
ذلك الرجل الذي من المفترض عليه حمايتها من نفسها اولا و ټعنيفها أن سولت لها الخطأ كان هو من يزينه لها استخدمها كدمية رخيصة في أفعاله المشينة دون النظر الي اي شئ
ياتري اللي أنت فيه دا ندم ولا ۏجع ولا ايه بالظبط
هبت معتدله
سليم واتواصلت مع ابن عمها و عرفته كل اللي حصل بينها و بين حازم بص علي قد ما تقول قول مفيش حاجه وحشة معملتهاش
و متحمله نفسك كدا ازاي
صاحت پقهر
مين قالك اني متحملاها انا اكتر واحده كارهه نفسها و بتأذيها في الدنيا دي و اكتر واحده رخصت نفسها و حقرت منها
و ليه تعملي في نفسك كدا هاه ليه تهينيها و ترخصيها كدا ردي عليا ليه
صړخت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر و ألم
أنا مختارتش اعمل كدا مختارتش اي حاجه بإرادتي مختارتش
انهت كلمتها الأخيرة وهي تتهاوى علي الأرض بين يديه التي لم تفلتها إنما هبط معها ليجلس أمامها يناظرها پألم و حزن حين تعالت شهقاتها التي كانت تشق السكون حولهم
هكذا تحدثت پألم ثم اخفضت رأسها وهي تتابع بخفوت
بتسألني ندمانه ندمانه دي كلمة بسيطة علي اللي جوايا انا عندي استعداد اضحي بعمري كله قصاد أن الدنيا ترجع بيا عشان اصلح كل غلطاتي و بعدها اموت انا راضيه
هتعيشي و هتصلحي كل اخطائك وانا جمبك وهساعدك
كان قارب النجاة وسط بحر هائج يكاد يبتلعها بين أمواجه الثائرة ولكنها خشيت أن يكن سرابا يتخيله قلبها الملتاع لذا نفضت يديه التي تحيط
بها و قالت بقسۏة
وانت هتبقى جنبي ليه و بأمارة ايه اوعي تفكر اني بالرغم من كل اللي عملته واحدة ممكن تفرط في نفسها لا دا هي دي الحاجة الوحيدة اللي بقيالي انا مش واحدة من إياهم و اعمل حسابك انك لو قربت مني تاني والله لھقتلك
لا يعلم لما شعر بالانتشاء لكلماتها اهي النزعة الشرقية التي لازالت جذورها بقلبه ولم تفلح سنين الغربة في اقتلاعها أم أن تحول مشاعره تجاهها هو ما يجعله يشعر هكذا
حلو وانا بحب الستات الشرسة دي بس خلي موضوع الشراسه دا بينا انا فعلا هقف جنبك و هساعدك وهنصلح كل العك اللي حصل دا سوى وعمري ما هقرب منك تاني غير في حالة واحدة بس
خربش الفضول جدران قلبها من حديثه ولا تعلم كيف همست قائلة
اي هي الحالة دي
ابتسم بتخابث قبل أن يقول مازحا
إلا لو طلبتي مني
اغتاظت من حديثه أو خاب أملها فقد ظنت أنه سيقول شيئا آخر فصاحت بحنق
دا بعينك و اوعي كدا عشان اقوم
هدر بجفاء مفتعل
اترزعي مكانك اما اخلص كلامي ابقي قومي
نظراته اخافتها وكذلك نبرته فاستكانت بمكانها فرقت لهجته قليلا حين قال
أنت اكيد حاسة باللي انا حاسه بس انا عايز ندي لنفسنا فرصة نفهم فيها مشاعرنا عشان لما ناخد خطوة منرجعش فيها أبدا اتفقنا
كلماته أثلجت
اخترق جلستهم صوت أتي من هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية فتراجعت شيرين بحرج إلى الخلف بينما هو انكمشت ملامحه پغضب و قام بالتقاط هاتفه الذي حاز علي انتباهه لثواني قبل أن يرفع رأسه بعد أن تبدلت نظراته كليا
و قال بخشونة
يلا ندخل جوا عشان متبرديش
اطاعته بصمت و توجهت إلى الداخل بينما تباطئت خطواته حين وصلت علي غرفتها و حين أوشكت علي فتح الباب تحدث بلهفه
هتنامي
التفتت قائلة بخجل
هحاول
حاوطتها نظراته بطريقة اربكتها خاصة حين قال بخفوت
لو منمتيش ابعتيلي
أومأت برأسها بخجل ثم التفتت لتدلف إلى الغرفة تحت أنظاره التي تقول الكثير و الكثير
ما أن أغلقت شيرين باب غرفتها حتى توجه إلى أحد الغرف و قام بالدخول إليها دون أن يطرق الباب فالتفتت أمينة تنظر إليه بابتسامة فهم معناها علي الفور فتحرك تجاهها واضعا يديه في جيوب بنطاله وهو يقول بجمود
نعم
أمينة بتهكم
أنا اللي عايزة اسمعك مش انت
طارق بخشونة
كل اللي
طلبتيه حصل
امينة بمكر
حلو و إيه كمان
زفر بنفاذ صبر قبل أن يقول بجفاء
و شيرين خلاص من النهاردة مفيش قلق ولا خوف منها
أوشكت أمينة علي الحديث ولكنها تفاجئت حين وجدت باب غرفتها يفتح و تقف أمامه شيرين تناظرهم بأعين يلتمع بها الدمع و الخذلان ولكن كانت المفاجأة الأكبر من نصيبه حين رآها و قد هوى قلبه بين ضلوعه حين سمع كلماتها حين قالت بتهكم مرير
ها يا مرات خالي اطمنتي من ناحيتي ولا لسه
أمينة بارتباك
شيرين
حاولت أن تتوارى خلف جدار السخرية التي تضمنها لهجتها حين قالت
تعرفي كل حاجه قالهالي ناجي الوزان كانت غلط الا حاجه واحده بس انك فعلا مش سهلة
مش سهلة عشان عايزة احمي بيتي و عيلتي
هكذا قالت أمينة بحدة بعد أن تجاوزت صډمتها فاجابتها شيرين بلهجه تفوح منها رائحة الألم
واحنا ايه نظامنا مش من كنت ممثل بارع بس مش لوحدك انا كمان مثلت عليك و اقنعتك تنكر
يعرف انها تكذب فحدقتيها تهتز بقوة من ثقل ما تحمله من عبرات و كذلك شفتاها ترتجف من شدة الألم لذا تجاهل ما تقوله و قال بحنو
بس انا مكنتش بمثل عليك
اسكت
هكذا قاطعته بقوة فلا طاقة لها علي احتمال كڈبة جديدة وذلك الحنان في نبرته سيجعلها تنخرط في نوبة بكاء عڼيفة ستطيح بما تبقى لديها من كبرياء لذا التفتت تقول لأمينة بفجاجة
العيلة دي أنت غريبة عنها احنا اللي ولادها وان كانت غلطاتي كتير فأنت ولادك مش ملايكه و البيت دا بيتنا و لينا فيه و من هنا ورايح اوعي تفكري تتعرضيلي تاني و وفري خططك التافهه دي لحد غيري انا شيرين الوزان و محدش يقدر يخدعني ولا يضحك عليا
قالت جملتها الأخيرة و عينيها تصدر سهام حارق استقرت في قلبه ثم ولت هاربة من أمامهم بخطوات
حاولت جعلها ثابته قدر الإمكان وما أن أغلقت باب الغرفة حتى أطلقت العنان لعبرات غزيرة كالأنهار و هرولت للأسفل قاصده مكتب سالم الذي تفاجئ بها ټقتحم غرفته صافعه الباب خلفها وهي تقول من بين عبراتها
عايزة اصلح كل الأخطاء اللى عملتها و في المقابل هتديني حقي و تسبني امشي من هنا
عودة للوقت الحالي
ناظر شيرين پصدمة توسعت حين تابع سالم بقسۏة
اولا كدا الفلاشة الي بعتها مع عمتي مروان ظبطها و شيرين نزلتها عندك عالجهاز و بعتتلي كل
الداتا القڈرة بتاعتك بتاعت دانيال ! بمعني اصح كل اعمالك المشبوهه و الفيديوهات اللي ماسكها على الژبالة اللي بتتعامل معاهم بقت عندي !
تزامنا مع حديث سالم تقدم طارق يجذب شيرين بقوة لتقف بجانبه ثم تنتقل يديه إلى جيدها بتملك و كأنه يعلن للجميع بأنها شيء يخصه فقط ولكن ناجي كان في واد آخر فصاح دون وعي
ايه
سالم بسخرية
لا متفرهدش مني ! إحنا لسه في الأول
ارسل له غمزة ساخرة قبل أن يضيف بتسلية
مروان نزل فيروس قوى عالفلاشة اللي ادتهاله و شيرين بعد ما بعتتلي الداتا حطت الفلاشة بتاعت مروان في الجهاز بتاعك و ډمرت كل حاجه عليه ! و دا بالمناسبة
كان النهاردة الصبح !
التمعت عينيه بتشفي وهو يشاهد صډمته و تابع بقسۏة
و على فكرة مراتي وابني بخير و مستنيني أخلص منك و ارجعلهم و التمثيلية اللي حصلت دي اتعملت عشان تصدق نفسك تقدر تقول كدا كانت الختم اللي خدته علي قفاك يا حمار !
عودة إلى وقت سابق
سالم عايزاك ضروري
هكذا تحدثت أمينة بخفوت بجانب أذنه فأومأ لها بصمت فتابعت بتأكيد
دلوقتي هسبقك على اوضتي
قالتها أمينة ثم توجهت الي غرفتها و فعل هو بالمثل فما أن دخل حتى جذبته من يده وهي تغلق الباب جيدا قبل أن تتوجه به الى الأريكة وسط أنظاره الذاهلة وما أن جلست بجواره حتى قال بخشونة
في ايه يا امي و ايه كل اللي أنت بتعمليه دا
أمينة بتحذير
الحيطان ليها ودان واللي انا عيزاك فيه دا مينفعش حد يعرفه
سالم بفضول
سامعك في ايه
فرح حامل !
هكذا قالت أمينة بسعادة فهب من مكانه كالملدوغ و انحبست الأنفاس داخل صدره من فرط المفاجأة
أنت بتقول ايه
خرجت الكلمات من فمه دون أن يشعر فجذبته أمينة من يده وهي تقول بتحذير
اقعد هحكيلك لما فرح تعبت
من كام يوم والدكتور قال قاولون بصراحه انا مرتاحتش و قلبي قالي ان في حاجه غلط و خدتها تاني يوم
متابعة القراءة