سلسلة الأقدار
المحتويات
مقولتش أنك شاكك في الكلب ناجي
كانت الأفكار تطن بعقله كالذباب ولكنه اختصر حديثه قائلا
ناجي غلط لما جه عندنا و هو حس بكدا و عرف أن أنا كاشفه
إزاي
سالم بخشونة
لسه معرفتش إيه اللي وراه بالظبط بس اللي خلاه يتجرأ و ييجي لحد بيتنا برجليه بعد خمستاشر سنة يبقي مسنود على حاجه تقيلة أوي وأنا لازم أعرفها
و دا إيه علاقته تفتكر مش هو اللي عملها
سالم مؤكدا
هو أو حد تبعه دي محاولة عشان يشتتنا و يلهينا و بس الأكيد أنه بيخطط لحاجه كبيرة و عشان كدا مش لازم عنينا تغفل ثانية
أطلق سليم بعض السباب من فمه وهو يتوعد لذلك الرجل فربت سالم على كتفه بقوة وهو يقول مشددا على كلماته
البيت باللي فيه في أمانتك أنا مش عارف القذر دا ناوي على إيه محدش يدخل أو يخرج لوحده
متشغلش بالك خلي بالك من نفسك و خليك في اللي أنت فيه
تحمحم بخشونة قبل أن يقول بلهجة جامدة
فرح بلاش حد يضايقها أو يحاول يضغط عليها لحد ما أرجع
تفهم سليم حديث أخاه و ما يحمله لذا أومأ دون حديث وانصرف بينما دق جرس الهاتف معلنا عن اتصال فقام سالم بالإجابة ليصدح صوت صفوت قائلا حديثه دفعه واحدة
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
عرفت منين
العيال اللي ضربوا عليك ڼار العربية انقلبت بيهم و ماتوا كلهم ما عدا السواق كان في العناية المركزة و لما فاق أعترف
سالم بإستفهام
وليه يعملوا كدا
صفوت بحنق
عشان متخيلين أن بما أنكوا رجعتوا تعيشوا في البلد تاني يبقي حد هيترشح للإنتخابات و طبعا الحد دا أكيد أنت فبيعملوا قرصة ودن عشان متنزلش قدامهم
و المطلوب
صفوت بحدة
تترشح في الإنتخابات يا سالم و دا أمر مفيش مفر منه
بمكان آخر في أقصى الصحراء ترجل أحدهم من أحدى السيارات الباهظة متوجها إلى خيمة كبيرة و قام بالتصفيق على يديه ثلاث مرات و ما هي إلا ثوان حتى خرج رجل يرتدي زي البدو متوجها إلى أولئك الزوار و ما أن علم بهويتهم حتى تسمر بمكانه من فرط المفاجئة و خاصة حين خرجت ضحكة ساخرة من فم أحدهم الذي تحدث باللغة الإنجليزية
يتبع
الفصل الخامس والعشرون
حقا لا اعرف متى تنتهي معاناتي مع الحياه
فتارة تجمعني بأناس ينطفئ قلبي بوجودهم و لا اتحمل الحياه معهم تارة تمنع عني أناس لا تحلو الحياه سوي برفقتهم و لا يضئ قلبي إلا في حضرتهم
ترى هل يمكن أن اتصالح معها يوما ما و احتضن جزء كانت قد بترته مني فتكتمل به روحي و أروي به ظمأ قلبي
اړتعب الجميع حين وقعت أعينهم علي مروان و بجانبه سما التي كانت تبكي بإنهيار و ترتجف ذعرا مما حدث
أنت !
هكذا صاح سالم حين رأى محمد والد لبني راكعا علي ركبتيه ممسكا جمعهم الى مجموعتين إحداها كانت مكونه من أمينة و همت و فرح
و جنة و طارق الى مروان الذي كان يئن پألم و الأخرى كانت مكونة من سليم و سالم الذي قام بجذب محمد من تلابيبه وهو ېصرخ بزئير ارتجف له الجميع
عملت كدا ليه
خرجت الكلمات مرتجفة تماما كحالة
بنتقم منكوا لبنتي اللي غدرتوا بيها
زمجر سالم بۏحشية
مين اللي غدر بمين مش انت اللي خدت بنتك و مراتك و هربت بعد ما غيرت أقوالها و اتهمت واحد برئ مالوش ذنب
شعر بالكلمات كالحوافر التي نبشت في جراح أبت الشفاء فصړخ من عمق الۏجع الكامن بصدره
كفاية افتري بقي بنتي غيرت أقوالها بعد ما بعت رجالتك ېهددونا !
ايه
هكذا تحدث سالم پصدمة تبددت لحظة اندفاع طارق نحو محمد
ھقتلك يا حيوان وديني ما هسيبك
تدخل سليم الذي فطن للأمر و قام بإيقاف طارق وهو يتحدث بصرامة
سالم هيتولي أمره يا طارق بينا نودي مروان عالمستشفي
تدخل سالم آمرا
الحريم كلهم يدخلوا جوا طارق انت و سليم ودوا مروان عالمستشفي و انا هحصلكوا
خرجت الكلمات منها بلهفة
انا هروح معاهم يا أبيه سالم أرجوك مش هسيبه لوحده
نظرت همت لأبنتها پصدمة فلم تعيرها سما اي اهتمام بل اندفعت حين سمح لها سالم خلف سليم و طارق الذي كان يسند مروان المټألم
الأعين يشوبها الكثير من الاستفهامات التي لم يفصح عنها اللسان فقد كان غضبه مريعا ولم يستطع أحد مناقشة أوامره حتى هي !
أخذت تجوب الغرفة ذهابا و إيابا و الأفكار تطن برأسها كالذباب عن أي شئ يتحدث هذا الرجل و من تلك الفتاة و عن أي اتهام يتحدث !
كفاية لف و دوران
خيلتيني يا فرح !
هنا تحدثت أمينة فحالتها لم تكن تقل عن الجميع توترا و لكنها تحاول الثبات قدر الإمكان حتي يهدأ من حولها فهبت جنة متوجهه إليها قائله بهدوء
شكلك تعبان يا ماما تعالي اطلعك فوق ترتاحي شويه
لا يا حبيبتي انا هستني اطمن على مروان
هكذا تحدثت أمينة بلطف فصدح صوت فرح مناديه على أحد الخدم فجاءت إحداهما لتأمرها بلطف
اعملي كوباية لمون لماما الحاجة
ثم تقدمت من أمينة وهي تقول بهدوء
حقك عليا يا ماما انا أصلي قلقانه اوي علي سالم وهو مع الراجل دا جوا لوحدهم
ربنا يستر يا بنتي و يجيب العواقب سليمة
عملت كدا ليه و إياك تكذب عليا عشان وقتها هتشوف مني وش مش هيعجبك
هكذا تحدث سالم بفظاظة وهو ينظر إلي محمد الذي كان منكثا رأسه الذي أثقله الذنب فقد أصاب شخص لم يفعل له شئ و لكنه اليأس الذي اختلط مع ذلك القهر المستوطن في قلبه فشوش الرؤيه أمامه و غيب عقله الذي كان ېصرخ مطالبا بالٹأر باي طريقة
الوضع اللي انا فيه ميسمحليش اكذب ولا يسمح لك انت كمان يا بيه خلاص انا خسړت كل حاجه وانتوا السبب
تعاظم الڠضب بداخله و خرج صوته مثقلا به حين قال
السبب في ايه انت هتستهبل ! انا اتفقت معاك اتفاق و انت اللي اخليت بيه و هربت بعد ما بوظت كل حاجة
هربت بعد ما بعت رجالتك ېهددوني و يهددوا بنتي أنها لو مغيرتش أقوالها هيقتلونا كلنا ! جيت في المستشفى ضحكت علينا بكلمتين وادورت من الناحية التانيه
و طعنتنا في ضهرنا ليه عملت كدا مصعبتش عليك البنت اللي قولت عليها انها زي بنتك يا أخى حسبي الله ونعم الوكيل
توقف عقله عند جملته الأولى التي وضعت سيف الحيرة الباتر علي رقبته فأغمض عينيه للحظات قبل أن يقول بجمود
و أيه مصلحتي من دا يعني انت من الاساس مكنتش هتقدر تعملى حاجه عشان اللي عمل كدا في بنتك مبقاش موجود ليه انا هعمل معاكوا كدا كنت من الأول مسألتش فيكوا ولا انت ايه رأيك
بدأ محقا في حديثه للحد الذي جعل الألم و الحيرة ترتسم علي وجه محمد الذي وضع رأسه بين يديه پقهر تجلى في نبرته وهو يقول
مبقتش عارف اقول ايه ولا ايه الصح لطفك يارب
تأثر داخليا بمظهره ولكن خرجت كلماته جافة حين قال
احكيلي اللي حصل بالظبط
مرت الدقائق كساعات مع ذلك الانتظار الممېت الذي كان يأكلهم بصمت لا يسمع فيه سوى أنفاس متوترة و صدور متأججة بنيران الخۏف الذي تعاظم حين دخل الحرس الي المكتب ليخرجوا بعد لحظات محاوطين ذلك الرجل فهرولت فرح الي سالم الذي كان يتأهب للمغادرة فإذا بها تندفع إليه فاحتواها بقوة و اتكأ على كتفها للحظات قطعها سؤالها المرتبك
في ايه يا سالم و مين الراجل دا
زفرة قوية خرجت من جوفه اتبعها قوله الصارم
متسأليش يا فرح سبيني ارتاح جنبك شويه
لم تجرؤ على الحديث أمام تعبه الذي بدا واضحا من إتكاءة عليها فأخذت اناملها الحانية تهدهد أكتافه برفق علها تزيح توتره الذي يأبى الإفصاح عنه فمرت لحظات صامتة اختطفها من
براثن الزمن ليستكين بين جنبات صدرها قبل أن يرفع رأسه قائلا بخشونة
هروح اطمن على مروان خلى بالك من ماما ولو سألت حصل ايه قوليلها عداوة مع ناس في الشغل
لم يعجبها حديثه فانكمشت ملامحها بامتعاض تجاهله وهو يقول بصرامة
مش وقته كلام دلوقتي في حاجات مهمة لازم اعملها
زفرت بقلة حيلة فاقترب واضعا ناثرا سكر عشقه بين عينيها و امتدت أنامله تتأرجح توتيتها برقه حين قال بخفوت
عايز لما ارجع ألاقيك مستنياني
بنبرة يشوبها العتاب أجابته
انا دايما مستنياك
شعر بعتابها فقال بخشونة
حاسس بنبرة اعتراض
حاسس مش متأكد
استفزته تلك النبرة التهكمية فقال بفظاظة
عدي يومك عشان أنا على أخرى منك
ارتفع أحدي حاجبيها بسخط تجاهله وهو يتقدمها فأبت الصمت لتقول بنبرة يشوبها المكر
ابقي طمني علي مروان
لونت ملامحه ابتسامة بسيطة قبل أن يشملها بنظرة متوعدة تشبه لهجته حين قال
أفضالك يا فرح و هربيك من اول وجديد الصبر بس
لم يعطيها الفرصة للحديث إنما انطلق إلى وجهته ليتركها خلفه تنفس النيران من أنفها فهي تعشقه للحد الذي يجعلها تشعر بالسخط من كل تلك الأعباء التي تقيده و تجذبه بعيدا عنها تتلظى بنيران الشوق و الڠضب معا
خرجت ټتشاجر مع خطواتها لتصطدم بأمينة التي قالت بلهفه
طمنيني يا فرح قالك ايه
عدلت من لهجتها لتبدو عادية حين قالت
عداوة شغل يا ماما اطمني الموضوع اتحل
تعلم بأن الأمر تكبر و ترتاب في حديث هذا الرجل عن تلك الفتاة المزعومة ولكنها لن تناقش الآن
يالا يا حاجه اطلعي عشان ترتاحي الفجر قرب يأذن و أنت منمتيش من امبارح
هكذا تحدثت نعمة فأومأت أمينة بصمت و توجهت معها للأعلي فاقتربت جنة من فرح قائلة پخوف
فرح انا حاسة
أن اللي حصل دا وراه حاجات كتير أوي متطمنش
احتضنت فرح كتفيها وهي تصعد للأعلى قائلة بحنان
متقلقيش يا جنة سالم طمني أن الموضوع مجرد عداوة في الشغل و هو اكيد هيحل كل حاجه
اومال بنت مين اللي بيتكلموا عليها دي
احتارت بماذا تجيبها فقالت بطمأنة
متشغليش بالك يا جنة موضوع بعيد عننا و أن شاء الله سالم وسليم هيحلوه
جنة بقلق
خاېفه على سليم أوي غضبه و تهوره بيخليني مش عايزاه يخرج من البيت
حتى
كان ألمها يلون ملامحها فأرادت فرح التخفيف عنها قليلا فقالت بمزاح
الله الله أومال ايه
التطورات الرهيبة دي والخۏف و الحنية دول
متابعة القراءة