رواية فارس
بالليل
تركتهم والدته ودخلت المطبخ وعاد فارس أدراجه الى غرفته يتبعه عمرو سئلا بإلحاح ماهو هتقولى مالك يعنى هتقولى مالك قول بقى بالذوق أحسنلك
أبتسم فارس وهو ينظر لصديق عمره الذى لم يتغير ابدا مازال طفلا متشبثا بما يريد دائما ولكنه استطاع ان يغير مجرى الحديث بسؤال مباغت هتروح أمتى تخطب عزة
توتر عمرو وشحب وجهه وهو يقول
مش عارف يا فارس خاېف ترفضنى .. متردد اوى فى الحكايه دى
وضع فارس يده على ساقه مشجعا وقال
أسمع يا عمرو انت متعرفش هى رايها فيك ايه بلاش تقولى هترفضنى والكلام الفاضى ده...أنت خلاص أتخرجت وبقيت مهندس قد الدنيا وكلها شهر ولا حاجه وتبتدى شغلك ..وعزة ممكن يكون حد حاطط عينه عليها ويتقدملها قبلك وترجع ټندم وتقول ياريتنى كنت خدت قرارى بدرى شويه
نظر له عمرو حائرا وقد شعر بكلمات فارس تغزو قلبه بشدة وتمزقه وهو يردد
حد تانى ياخدها مني..تفتكر يا فارس
أومأ فارس براسه وقال مؤكدا ايوا طبعا..وليه لاء ..بقولك ايه انا مش هسمحلك تأجل الحكايه دى أكتر من كده..بلغ والدتك وخليها تروح تجس النبض علشان البنت وأهلها يعرفوا أنك عاوزها
فرك عمرو جبهته بتوتر وهو يقول بأرتباك
خلاص هقولها وربنا يستر بقى..بس الشغل يا فارس هتقدم ازاى من غير ما أشتغل
فارس يا سيدى ده هيبقى ربط كلام بس لحد ما ربنا ييسرلك شغلك وانا أصلا كنت مكلم الدكتور حمدى عليك علشان عارف ان أخته عندها مكتب ديكور وهو وعدنى وقالى اعتبر الحكايه تمت
أطلت نظرات الامل المختلطه بالقلق وهو يحاول طمأنة نفسه وهو يقول هو أه انا مهندس مدنى مش ديكور بس ممكن الاقى شغل معاهم مش كده يا فارس
ابتسم فارس أبتسامه صغيره وهو يحاول رسم التفاؤل على شفتيه قائلا
أومال كليه ايه اللى أتخرجت منها دى ..تصدق اللى نجحك ظلمك يا أخى
ثم أدرف بحسم خلاص أتفقنا هتمشى فى الموضوع
دب انشاط فى عمرو مرة أخرى وعاد اليه مرحه وتفائله ونهض هاتفا بمرح
ربنا يخليك ليا يا سبعى ههههههههههههههههه
خرجا من الغرفه يتضاحكان واقبلت عليهما والدته قائله بابتسامه أنا قلت برضه محدش هيظبطك غير عمرو
وقبل أن يجيب فارس سمع رنين الهاتف يقاطعه فى اصرار أخذ سماعة الهاتف ليجيب المتصل الذى كان يتوقع منه هو وقال ألو
ايوا يا فارس أنت فين
أنا فى البيت يا دنيا
ده أنت تعبان بجد بقى !
قال بتردد لا أنا كويس بس ....نظر الى عمرو ثم الى والدته وركز بصره عليها وهو يخشى من ردة الفعل وقال
الدكتور حمدى بلغنى انهم رفضونى فى شغل النيابه
شهقت والدته وهى تضع يدها على صدرها وأتسعت عينيى عمرو وهو ينظر اليه مدهوشا
وهتفت دنيا غير مصدقه بتقول ايه يا فارس
قال مؤكدا وقد لمعت عيناه بالدموع وهو ينظر الى والدته التى بدا عليها عدم الاتزان وأستندت الى ساعد عمرو الواقف بجوارها
بقولك رفضوا يا دنيا رفضونى
هتفت دنيا صاړخه بتقول أييييييييييييه....وسقطت والدته مغشيا عليها
.
الفصل السابع
ها يا دكتور ماما عامله ايه
نطق فارس هذه العباره وهو يفرك يديه فى توتر بالغ و ينظر الى الطبيب بقلق
دون الطبيب أسماء بعض الادويه فى ورقة من دفتره ثم فصلها وأعطاها لفارس قائلا
متقلقش يا استاذ فارس والدتك كويسه الحمد لله ..الضغط بس علي عليها شويه..بس مفيش حاجه خطړ الحمد لله
ألقى فارس نظرة على الورقة بيده وقال
اومال الادويه دى ليه يا دكتور
ابتسم الطبيب وهو يضع أدواته فى حقيبة الطبيه ويقول دى أقراص بسيطه كده للضغط لازم تواظب عليها واللى مكتوب ورا الروشته ده تحليل عاوزك تعمله ضرورى وياريت النهارده
نظر الى اسم التحليل دون فهم وقال وهو يحاول استيعاب الامر
تحليل ايه ده
الطبيب ده تحليل سكر فاطر وصايم
أنزعج فارس وقال بسرعه سكر..هى عندها سكر
الطبيب انا طلبت التحليل ده علشان نطمئن بس مش أكتر...وان شاء الله يطلع معقول زى ما انا متوقع
خرج فارس بصحبة الطبيب وهو يقول متسائلا طب هى هتفوق أمتى يا دكتور
نهض عمرو واقفا هو ووالدته وهو يستمع لحديث الطبيب الذى كان يجيب فارس قائلا
انا ادتها حقنه تنزل الضغط وهتفوق دلوقتى ان شاء الله ..متقلقش
خرج الطبيب من المنزل وأغلق فارس الباب خلفه واستدار فى مواجهة عمرو الذى قال بلهفه
خير يا فارس
جلس فارس وهو يقلب الروشتة بين يديه وكأنه فى عالم آخر وقال بشرود
الدكتور بيقول ضغط...كنت متأكد أنها مش هتستحمل الصدمه
توجهت والدة عمرو داخل الغرفه التى كانت أم فارس ترقد بها وهى تقول بتبرم
ضغط ايه وبتاع ايه ...هو حد يصدق كلام الدكاتره
شد عمرو على يده قائلا بسيطه يا فارس ان شاء الله... متشيلش نفسك اكتر من كده انت ملكش ذنب فحاجه ..انت كمان اټصدمت..بس ولا يهمك يابنى انت مجال شغلك مفتوح وانت شاطر ....مش هتقفل على حكاية النيابه دى يعنى.. ركز بقى فى الماجيستير وبعده الدكتوراه وفى جوازك
أنتبه فارس لعبارة عمرو الاخيرة وتذكر دنيا التى تركها تصرخ على الهاتف وهرع الى والدته ولم ينتبه حتى ان يعيد سماعة الهاتف كما