رواية فارس
إلى الخزانة وفتحها بالمفتاح وقال وهو يشير إليها
أتفضلى شوفى الذكريات اللى بتقولى عليها
ألتفتت مهرة إلى الخزانة فوجدتها خاوية فنظرت إليه بدهشة متسائلة فأومأ براسه وهو يقول
أيوة فاضية .. علشان أمى كانت عاوزه تعلق البدل الزيادة اللى زحمة دولابى فيها وانا قفلتها بالمفتاح علشان أمى متعملش كده.. عارفة ليه .. علشان مش عاوز هدومى تتحط مكان هدومها من كتر منا بقرف كل ما افتكرها
وضعت راحتها على جانب رقبتها وهى مطرقة برأسها لأسفل فى خجل فقال بحنان وهو يداعب وجنتها قائلا
أنا ماليش ذكريات مع حد غيرك يا عبيطة .. ولا نسيتى أجمل الذكريات اللى قولتيلى عليها فى رسالتك وانا فى السچن
رفعت نظرها إليه بتأثر وقد لمعت عينيها وهى تستمع إليه وهو يقول
الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقا تتلمس فيه .....أجمل الذكريات
فرت دمعة من عينيها وهى تتذكر تلك اللحظات المريرة عندما ابتعد عنها غدرا وظالما .. شعرت بيده وأنامله تمسح دمعتها فأغمضت عينيها واستمعت لصوته وهو يقول لها همسا وبشوق كبير
من ساعتها وانت وحشانى أوى.. ومن ساعتها وانت بتهربى مني.. ومش عارف اشوفك شعرت بقربه ودفئ يديه المحيطة بوجهها وأنفاسه القريبة .. رحلت فى عالم آخر لم ترد العودة منه .. بل قررت فيه الرحيل والعودة منه بغير دليل.. تنسج بيديها دروبا يحفها أريج الأزهار.. بلاشاطىء.. بلا عنوان .. ولا رغبة سوى التعمق أكثر والأبحار.
أنتفض جسدهما على صوت والدته وهى تنادى عليها بعد أن أغلقت باب الشقة خلفها .. أبتعدت عنه سريعا وهى تمسح وجهها بيدها بارتباك وهو ينظر إليها نظرة جديدة عليها لم ترها فى عينيه من قبل ولكنها فهمتها فاخفضت نظرها خجلا واتجهت صوب باب الغرفة مهرولة وفتحته فوجدت والدته تبحث عنها فى الشقة عندما رأتها نظرت إليها بقلق وهى تقول
خضتينى عليكى يا مهرة كنت ...
بترت كلمتها عندما رأت فارس يظهر خلفها .. نظرت إليه من خلف كتفها وابتسمت وهى تقول له بمكر
هو انت هنا ..يبقى انت بقى اللى أخرتها
أتجهت مباشرة إلى باب الشقة وهى تحاول تحاشى النظر فى عيني والدته وهى تقول بخجل
أصل لما شفت فارس فجأة اټخضيت وأغمى عليا ..
ثم قالت بإرتباك
انا طالعة بقى
فتحت باب الشقة ولكنه عقد بين حاجبيه
وهو يناديها فتوقفت ولم تلتف فتوجه إليها ووضع يده على الباب وهو يقول بجدية وهو يشير إلى ملابسها وشعرها
هو انت نازلة كده أصلا
نظرت إلى ملابسها وقالت بتلقائية
آه وفيها ايه
قال بضيق
يعنى أيه وفيها أيه .. خارجة من شقتك ونازله لحد هنا بهدوم البيت دى وشعرك كده يا مهرة
تنحنحت مضطربة وقالت على الفور
منا قلت هنزل بسرعة واطلع بسرعة مفيهاش حاجة
أشار إليها وهو يقول حانقا
أنت محجبة ولا لاء
نظرت إليه بتسائل وحيرة فقال
محجبة يعنى شعرك ده وهدوم البيت حدودهم باب الشقة وبس .. لا سلم ولا بلكونة ولا شباك ..فاهمانى
أبتلعت ريقها وبللت شفاها بلسانها وهى تقول بخفوت
حاضر بس انا متاكدة أن محدش هيشوفنى
وضع يده على كتفها وقال بجدية
متأكدة منين.. مش يمكن تخبطى فى حد طالع ولا نازل صدفة ..ساعتها هتعملى أيه .. على ما تجرى بقى هيكون شاف جسمك وشعرك يا هانم
تدخلت والدته وقالت على الفور
هى أصلا مبتنزلش كده دى أول مره تعملها
ثم نظرت إلى مهرة وقالت
أدخلى يا مهرة خدى العباية بتاعتى وطرحة.. البسيهم قبل ما تطلعى
دخلت على الفور لترتدى العباية وتضع على رأسها الطرحة بينما قالت له والدته بخفوت
براحة عليها شوية يا فارس ..لما تخرج بقى ابقى صالحها .. أنا داخله اشوفها لتكون بټعيط ولا حاجة
دخلت والدته فوجدتها تلف الطرحة وتكاد أن تنتهى فربتت على كتفها وقالت مبتسمة
متزعليش ده بيحبك وبيغير عليكى
ابتسمت وهى تقول بعينين لامعتين
منا عارفة
ضحكت أم فارس وهى ټضرب يدها فى بعضهما وهى تقول لها
وانا اللى كنت فاكراكى بتعيطى !
خرج فارس من بيته فى المساء متوجها إلى مكتب الدكتور حمدى وفى الطريق صادف عمرو متوجها إليه تفاجأ عمرو به فى الطريق وقال
كويس أنى قابلتك يا فارس أنا كنت جايلك دلوقتى
وضع فارس يده على كتف عمرو وسار به فى طريقه وهو يقول
تعالى نتمشى سوا ونتكلم واحنا ماشين
قال عمرو على الفور وهو يمشى بجوار فارس
الدكتور حمدى أتصل بيك النهاردة
هز فارس رأسه نفيا وهو يقول
لاء مكلمنيش بتسأل ليه
ظهر التوتر على ملامح عمرو وهو يقول
أصلى قابلته النهاردة فى مكتب إلهام فى الشركة
ألتفت إليه فارس وتوقف عن السير وقال
فى ايه يا عمرو أتكلم على طول قلقتنى
قال عمرو على الفور
لما سيبتك قدام النيابة ومشيت روحت الشركة وانا مخڼوق من إلهام ونادر وحاسس أن نادر عامل فيا كده علشان خاېف أحسن أخدها منه .. دخلت عليها وانا ثاير جدا وقعدت أزعق وجبتلها القديم والجديد كله وقلتلها أن نادر عمل فيا كده علشان خاېف أخدها منه واتكلمت كلام كتير أوى وهى واقفة مش عارفة ترد عليا وواقفة تبصلى بذهول وكل اللى طالع عليها ..أزاى نادر يعمل كده ...
خلصت