رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
المحتويات
يخرج للتو يمسك بحقيبة هدايا وينظر ف شاشة هاتفه
بينما هي متجهة نحو الدرج ولم تكن منتبهه لإنشغالها بأخذ هاتفها من الحقيبة فأصتدمت ف إحدي المارين ليقع من يده هاتفه وټحطم
صاح الرجل بصوت جهوري لفت إليه الأنظار مش تفتحي أدامك ولا أنتي عامية
أجابت بحنق ع ردة فعله المبالغ فيها لو سمحت أتكلم عدل هو أنا كنت أقصد أخبط فيك
همت بالذهاب وقالت أنا مليش دعوة
وقال تعالي هنا رايحة فين
صاحت به بقوة وهي تحاول جذب زراعها من قبضته أوعي أيدك بدل مانديلك الأمن
أنتبه لذلك الصياح حتي رأها ورأي ذلك الرجل الذي يمسك بها ركض نحوها مناديا خديجة
كانت لاتسمع نداءه من صوت ذلك الرجل الأحمق ولاتراه بسبب تجمع عبراتها
لم يكمل ليقاطعه آدم بلكمة قوية أطرحته أرضا
آدم پغضب بتمد إيدك عليها ليه يا حيوان
جاء رجال الأمن فامسكو بالرجل وقال أحدهم أنت تاني يا مسعد ياحرامي وربنا لأوديك ع القسم
كانت تبكي بشدة وقالت والله يا آدم ما عملتله حاجه هو الي خبط فيا
رجل الأمن إحنا الي آسفين لحضرتك ده واحد نصاب بيعمل الحركات دي ويستغل الناس المحترمين الي زي حضرتك وبياخد منها
صاح آدم پغضب ياريت تخلو بالكو من الناس الي بتدخل السنتر ثم نظر إلي خديجة وقال
يلا تعالي معايا وبدون أن تجيب عليه جذبها من يدها وأسرع خطواته وهي كانت تعافر في اللحاق بخطواته حتي غادرا المجمع وتوجه نحو سيارته
فتح لها الباب الأمامي وقال أركبي
مسحت عبراتها وقالت أنا جايه مع عم شكري السواق وهو
أخرج هاتفه وأجري أتصالا وقال بصوت أجش أمشي أنت ياعم شكري وهي هتروح معايا ثم أغلق المكالمة
وبنبرة حاده أركبي
مش هينفع قالتها بنبرة هادئة ليشتد حنقه وصاح ف وجهها هو أي الي مش هينفع هو أنا هاخطفك !!!
أنت بتزعقلي كده ليه أنا مينفعش أركب جمبك ف العربية وكمان لوحدينا قالتها خديجة بحنق
أجابت عليه بنبرة ع وشك البكاء شكرا يا آدم بيه أنا كنت فكراك هتقدرني وتحترم إحترامي لأهلي
دي عندي اسمها قلة ذوق قال بحزم
قالت بتحدي أسمها بحترم تعاليم ديني
رمقها بإزدراء وقال بسخرية وأنتي بقي الي هتعلميني الدين !!!
جذبها من معصمها وبدون أن يتفوه بكلمة فتح الباب ليدفعها بالداخل ثم ألتف للناحية الأخري ودخل وأوصد جميع الأبواب من زر تحكم
لو سمحت نزلني أنا هاروح صاحت بها خديجة
رمقها بنظرات مرعبة بدون أن يتفوه بكلمة فأرتعبت وأشاحت وجهها الناحية الأخري
في الحارة
شوفتي يا ماما قلبي كان حاسس إن الولية العقربة دي عزمانا مخصوص عشان تشوفني هعرف أخدمها ولا لاء لما أتجوز المحروس إبنها قالتها رحمة
والدتها وأي يعني لما طلبت منك تغسلي المواعيد وتشيلي الأكل دي هتبقي حماتك وف مقام أمك أكسبيها يا عبيطه
زفرت بحنق وقالت يا ماما أنا معنديش مانع أساعدها بس كل تلميحتها حسيت إن هبقي مقيمة عندها 24 ساعة
والدتها يوه يارحمة ارحميني يابنتي هو أنا ضربتك ع أيدك يوم ماوافقتي ع الناس دي وبعدين أنا قولتهالك كلمة وحطيها حلقة ف ودانك الدنيا مبتديش كل حاجة
توقفت عن السير ووقفت أمام والدتها وقالت يعني عايزاني أرضي بالأمر الواقع حتي لو فيه عذابي
تضايقت ملامحها وقالت ما كلنا كنا كده ولا أنتي نسيتي ستك أم أبوكي الله يحرقها دي خلتني أغسليها السجاجيد وأنا لسه عروسة من تاني يوم جواز
رحمة وأنا ذنبي أي
والدتها ذنبك أنك عايشة ف حارة وشقة حوء ف دور أرضي
وكل الي أتقدملك أشكال عرر والبكالوريوس بتاعك ولا نفعك ببصلة وخطيبك أحسن واحد جالك ويلا أدخلي خلينا نشوف الي ورانا
توقفت رحمة وقالت ثواني ياماما كده قالتها فأتسعت عينيها وأردفت ألحقي الرجالة شايلين عم سالم وجايين
دوي صوت إنذار سيارة الإسعاف التي جاءت للتو ترجل منها رجلين يحمل كليهما سرير معدني متنقل
قال إحدي الرجال وسعو السكة الراجل ھيموت مننا
وقالت إحدي النساء لا حول ولا قوة الا بالله ده كان لسه مصلي بالناس الجمعة
أجاب عليها رجل أخر ده خلص صلاه من هنا وقعد يقرأ ف المصحف فجاءة فضل يكح كتير لما نفسه راح وأغمي عليه
جاء طه راكضا وقال پذعر بابااااا ثم قام بحمله مع الرجال
رجل الإسعاف أنت مين
طه بملامح الخۏف والقلق ع وجهه أنا ابنه
أشار له الرجل بأن يولج بداخل السيارة برفقة والده لم تشعر بقدميها وذهبت نحو السيارة لتوقف طه الذي كاد يغلق الباب فسمح لها بالصعود لتغادر السيارة الحارة متجهه إلي المشفي الحكومي
في السيارة
صدح رنين هاتفها من الحقيبة التي تحملها ع فخذيها أخرجت الهاتف رأت المتصل رحمة فلم تعايرها إهتمام لتلقي الهاتف ف الحقيبة فرن الهاتف مرة أخري ولم تجيب
آدم ما بترديش ليه ع التليفون
رمقته وهي ترفع إحدي حاجبيها وقالت وأنت مالك ده تليفوني
جز ع فكيه ليزيد سرعة السيارة بشكل چنوني أتسعت
حدقتيها بالفزع وهي تتمسك بالمقعد التي تجلس عليه
أرجوك يا آدم هدي السرعة أنا خاېفة قالتها والخۏف يرتسم ع ملامحها
هدأ من سرعته قليلا حتي توقف فجاءه وقال بنبرة حاده أنا أكتر حاجة بكرهها عدم سمعان الكلام
رمقته بإندهاش وقالت وأنا هاسمع كلامك بناءا ع أي
بناءا ع أنا ابن عمك و زي أخوكي الكبير قالها ولم يعلم تلك الكلمات التي كانت كالسكاكين تغرز قلبها العاشق له
لم تشعر بعبراتها وهي تنسدل وقالت ممكن تروحني البيت
رمقها بنظرات غير مفهومه وقال بټعيطي ليه
أخذت تمسح عبراتها التي لم تريده أن يراها ويري ضعفها فأجابت بصوت باكي أرجوك عايزة أروح يا آدم
رن هاتفها للمرة الثالثة فأجابت ألو يارحمه
رحمة أيوه يا خديجة مبترديش ليه تعالي بسرعة ع القصر العيني عم سالم تعب ودخل العناية المركزة
صاحت پذعر با بااااااااا
٩
في قصر العزازي
تمكث آسيرة الظلام والبرد بجسد مرتجف تنادي منذ الأمس بصوت سأم كل شئ تتمني أن يزهق روحها بدلا من هذا العڈاب لا يؤنسها سوي
أنينها الخاڤت تصرخ تارة تبكي تارة أخري تسب وټلعن قلبها الذي يأبي الإذعان له لم تتخيل أنها في يوما ما ستقع سجينة قلب علي رغم عشقه الكامن لها تعادله قسوته التي يمارسها عليها
تجلس في أحدي أركان تلك الغرفة المظلمة في القبو القابع أسفل ذلك القصر يولج من نافذتها المرتفعة بصيص نور تضم ركبتيها نحو صدرها تعقد ساعديها مسندة ذقنها المبتلة من عبراتها المنهمرة وخصلات شعرها منسدلة ع ظهرها
فتح الباب لينبعث منه ضوء خاڤت لتولج الخادمة تحمل صينية الطعام وهي ترمقها بنظرات شفقة علي حالتها التي يرثي لها أنحنت لتضع أمامها الطعام فوجدت طعام الأمس مازال كما هو
صبا هانم أرجوكي كلي أنتي من إمبارح ماكلتيش حاجة قالتها الخادمة
لم تتفوه صبا بكلمة وأكتفت برفع رماديتيها الحمرواتين من كثرة البكاء ترمقها بصمت
فأردفت الخادمة قصي باشا لو عرف إن
قاطعتها صبا بصياح دوي بكل الأرجاء أطلعي برررررررررره مش عايزين تسيبوني ف حالي ليه مش عايزة أكل سيبوني أموت عشان أرتاح وأريحه مني صاحت بها وهي تدفع صينية الطعام من أمامها ثم أخذت تبكي بشدة
زفرت الخادمة بسأم فأخذت صواني الطعام وغادرت ع مضض ليفتح لها الحارس الذي يقف بالخارج
صعدت الدرج متجهة نحو المطبخ كادت تصتدم بكنان الذي توقف وقطب حاجبيه وقال هي ماكلتش
الخادمة خالص من إمبارح وبوديلها الأكل لاقيتو زي ماهو ودلوقتي قعدت تصرخ ومش راضية تاكل
جز ع فكيه بحنق وقال روحي دلوقت وأنا هاتصرف
أومأت له ثم ذهبت
فأردف بصوت يكاد مسموع وقال غبية يا صبا أنا لغاية دلوقتي حايشه عنك عشان مينزلش ليكي زفر بسأم وهو يفكر واضعا يد ف جيب بنطاله والأخري يسند بها ع الجدار المرتفع لمعت عيناه ثم أخرج هاتفه وأجري مكالمة
بداخل المشفي الحكومي العام
تركض ف رواق طويل يتفرع منه العديد من الغرف تجري أتصالا بصديقتها حتي أعطاها رسالة مسجلة بأن الهاتف غير متاح وزفرت بضيق ظلت تدعو الله بأن يشفي أباها
خديجة صاح بها آدم وهو يخطو سريعا نحوها
ألتفت إليه ليردف بملامح غاضبة مش قولتلك أستنيني أركن العربية وهاطلع معاكي !! ولا أنتي بتتصرفي من دماغك وخلاص
لم تعيره إهتماما وذهبت نحو تلك الممرضة التي خرجت من إحدي الغرف ممسكة بيدها تقرير ورقي
لو سمحت أنا والدي جه عندكو وأتحجز ف العناية المركزه قالتها خديجة
نظرت الممرضة إلي آدم الذي كان يكظم غضبه ثم حركت مقلتيها إلي خديجه وقالت تمشي أخر الممر ده ع أيدك اليمين
أومأت
لها خديجة وقالت شكرا ثم أسرعت بالذهاب حتي وجدت رحمة التي تقف بجوار طه الذي يستند بظهره ع الحائط ويعقد ساعديه أمام صدره
بابا حصله أي قالتها خديجه پخوف ولهفه وعبراتها تزداد
رحمة وهي تربت ع ظهرها أهدي يا خديجه وأدعيلو يقوم بالسلامه هم دخلوه العنايه ولسه منعرفش عنده أي الدكتور لسه جوه
وقف آدم بجوار طه وقال هو عم سالم حصله أي بالظبط
مسح وجهه بكفيه وقال كنت راجع من مشوار لاقيت رجالة الحارة شايلنو ع عربية الأسعاف مغمي عليه ونبضه ضعيف خالص
ربنا يقومه بالسلامه بإذن الله قالها آدم
طه يارب
خرج الطبيب وبرفقته ممرضتان قالت إحداهما لو سمحت ياجماعه ممنوع التواجد هنا عشان راحة المړضي
آدم من الطبيب وقال لو سمحت يادكتور الشيخ سالم حالته عامله أي دلوقت
تنهد الطبيب وقال والله مكدبش ع حضرتك عنده إنسداد كلي ف الشريان التاجي أدي لذبحة صدرية ده غير تجمع الميه الي ع الرئة الي بنحاول نعالجه
أجهشت خديجة بالبكاء وقالت أنا عايزه أشوف بابا
الطبيب ممنوع الدخول يا آنسة الأوضة فيها أكتر من 6 حالات مش والدك بس
آدم طيب مينفعش يادكتور ناخده ع مستشفي خاصة
الطبيب لو عايزين تنقلوه براحتكو بس مش هيعملولو حاجه أزيد من الي عملناه معاه
أومأ له آدم وقال شكرا لحضرتك ثم أخرج هاتفه ليبتعد ويهاتف أخيه يوسف
ألو أزيك يا حسن
حسن كنان عاش من سمع صوتك
كنان معلش مسئوليات الباشا وأنتي مجرب وعارف بقولك عايزك ف مصلحة بس من غير ما عابد بيه يحس بحاجه
حسن أؤمر يا صاحبي
كنان عايزك توصلني بزينات مربية صبا هانم
حسن هو حصل حاجه ولا أي
كنان هتعمل الي بقولك عليه ولا أتصرف أنا
حسن حاضر ثانية واحدة هادخلها المطبخ وهديهالك
كنان طيب يلا
متابعة القراءة