روايه بقلم دعاء احمد

موقع أيام نيوز


بس لو قالى هتعيشها فين اقوله ايه. في بيتك لا مينفعش استنوا لما يبقى معايا مبلغ تانى اجيب بيه شقة بره تليق بيها.
صاحت مريم بمرح ليه بس يا هوبه. انت ناسى الأعتراف اللى عمامى قالوا لإيمان. اننا لينا نصيب في البيت هنا. يعنى الشقة اللى هتجوز فيها بتاعتك من ورث بابا الله يرحمه يعنى ملكك
قالت ايمان مؤكدة أنا مع مريم يا إيهاب وعلى فكرة عمى عاوز يكتبلنا نصيبنا بيع وشړا بس مش عاوز ماما تعرف حاجة زى كده

ثم نظرت لمريم موجهة الحديث إليها سامعانى يا مريم
مريم انا وعدتك يا إيمان خلاص.
تابعت ايمان وهي تنظر لإيهاب وافق يا إيهاب علشان خاطرى. أنا نفسى تتجوز بقى وكمان هتسكن معانا في نفس الدور في الشقة اللى قدامنا على طول يالا توكل على الله واستخير ربنا
أومأ ايهاب برأسه موافقا وقال بسعادة غامرة طول عمرك بتفتحيلى الأبواب يا ايمان وبتحفزينى دايما.
مضى اليومان المهلة التي طلبها عبد الرحمن من أبيه ليفكر فيهما في موضوع زواجه من إيمان كان يجلس في مقعده الخاص في شرفته المطلة على الحديقة شاردا حتى أتاه صوت أخته تناديه ألتفت
إليها قائلا 
ايوا يا فرحة في حاجة
قالت فرحة تداعبه أيوا يا رومانسى. بابا عاوزك في أوضة المكتب حالا بالا
قال عبد الرحمن وهو ينهض طب روحى انت يا غلباوية.
دخل عبد الرحمن غرفة والده بعد أن طرق الباب وأغلقه خلفه وهو يقول السلام عليكم. حضرتك بعتلى يا بابا
أشار له والده أن يجلس وهو يقول اقعد يا عبد الرحمن...
ثم تابع أيه يعنى مردتش عليا اليومين عدوا
قال بعدم فهم أرد على أيه
رمقه والده بنظرة صارمة وقال وانا اللى قلت انك بتستخير ربنا. أتاريك الموضوع مش في دماغك أصلا.
تذكر عبد الرحمن الحديث الذي دار بينهما على متن الطائرة بالفعل لقد نسيه لا لعدم أهيمته ولكن لعلمه أن والده مصر على هذه الزيجة وفي كل الأحوال سوف يضطر للموافقة انتزعه والده من بين أفكاره قائلا 
يعنى مردتش
عبد الرحمن بابا هو حضرتك لسه مصمم على الموضوع ده
قال حسين بإصرار أنت شايف أيه
أجاب عبد الرحمن باستسلام خلاص يا بابا حضرتك اعمل اللى شايفه صح.
تنهد حسين وهو ينظر لولده يحاول أن يستشف ما بداخله في صمت ثم قال بهدوء يابنى انت عارف قيمتك عندى كويس. وانا مش عايز اجبرك على حاجة وكمان إيمان زى بنتى ومرضاش أبدا انها تجوز واحد مجبور عليها.
أستند عبد الرحمن بظهره إلى مقعده وهو يقول يا بابا والله إيمان بنت زى الفل. وزوجة رائعة لأى حد في الدنيا. وانا مش مجبور ولا حاجة. كل الحكاية انى كان نفسى أحب البنت اللى هتجوزها الأول لكن خلاص اللى فيه الخير يقدمه ربنا
ابتسم والده برضا وقال عظيم. كده مفضلش غير إيمان يارب بقى هي متخجلنيش
ألتفت إليه عبد الرحمن بتسائل تفتكر ممكن ترفض.
قال حسين بتفكير والله يابنى مش متأكد من موافقتها. انا هقعد معاها واكلمها ولو وافقت هكلم إيهاب على طول على كتب كتاب. بلاش خطوبة وتضيع وقت
نهض عبد الرحمن وهو يهتف جواز كده على طول. طب ناخد على بعض الأول
أبتسم حسين وقال لما انت بتقول كده وانت الراجل. أومال البنت بقى هتقول أيه
قال برجاء يا بابا واحدة واحدة. الحكاية مبتتاخدش قفش كده.
أشار له والده منبها واعمل حسابك كتب الكتاب هيبقى شهر واحد بس. وبعدين الفرح على طول
صمت عبد الرحمن ولم يرد عليه فصاح فيه فجأة مااااالك....
أنتفض عبد الرحمن لصيحة أبيه وقال بتلعثم حاضر يا بابا حاضر. لو عاوز الډخلة كمان ساعة انا جاهز
ضحك حسين بصوت مرتفع ثم نادى على زوجته بصوت مرتفع دخلت والدته ولحقت بها فرحة التي قالت 
ايه ده بابا بيضحك بصوت عالى. أكيد في حاجة كبيرة.
نهض حسين من مكانه وتوجه إليها واحتضنها وهو يقول عقبالك لما افرح بيكى انت كمان
نظرت له زوجته بتسائل وقالت هي كمان
أومأ برأسه قائلا أيوه يا عفاف هي كمان. أصل خلاص عبد الرحمن لقيناله عروسة
أبتسمت في حيرة وهي تقول عروسة مين يا حاج
قال بابتسامة مشرقة إيمان...
ثم تابع بحنين بالغ بنت اخويا الله يرحمه
أنتفض عبد الرحمن للمرة الثانية على صوت الزغاريد الذي أطلقتها والدته فجأة.
أصفر وجهه وقال دى تانى مرة أتخض في نفس القاعدة على فكرة انا كده مش هشرفكوا خالص
قبلته والدته واحتضنته وانقضت عليه فرحة بسعادة هاتفة مبروك يا بودى مبروك مبروك.
قال بسخرية كل ده ولسه العروسة متعرفش أصلا. وعلى فكرة احتمال كبير ترفضنى
قالت عفاف بلهفة انا هطلعلها دلوقتى.
أوقفها حسين قائلا لا محدش هيكلم إيمان غيرى. انا عمها وعارفها كويس. أطلعى يا فرحة ناديهالى واوعى تلمحيلها بأى حاجة. مفهوووم
هتفت فرحة وهي تعدو مفهوم يا باباااا.
طرقت فرحة على الباب وعندما فتح أطرقت برأسها في حياء وقالت أزيك يا بشمهندس. ممكن تناديلى إيمان لو سمحت
أبتسم قائلا في حب طب وانا منفعش
تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت لا الصراحة مينفعش خالص
جاءت إيمان وهي تقول مداعبة مينفعش أيه
قالت فرحة بسرعة إيمان بابا عاوزك تحت ضرورى جدا خالص
أبتسم ايهاب وقال بتفكه ضرورى جدا خالص. كل أدوات التأكيد اللى في اللغة
طب ثوانى يا فرحة هروح البس الأسدال وجاية على طول
أرتدت ايمان إسدال الصلاة وهبطت بصحبة فرحة الى شقة عمها أشارت فرحة إلى غرفة المكتب وقالت 
بابا مستنيكى في أوضة المكتب
طرقت إيمان ثلاث طرقات خفيفة ودخلت قال حسين بابتسامة عندما رآها أدخلى يا ايمان واقفلى الباب وراكى.
ثم اشار لها بالجلوس فقالت خير يا عمى
أبتسم بحنان وقال قوليلى يا إيمان انت بتثقى فيا
طبعا يا عمى
يعنى متأكدة انى عاوز مصلحتك وانك عندى زى ولادى بالظبط
أرتفع حاجبها بابتسامة حائرة وقالت أكيد يا عمى مفيش عندى شك في كده. بس حضرتك بتسألنى ليه
هقولك بعد ما تردى عليا...
نظرت له متعجبة وقالت ما انا رديت يا عمى
صمت للحظات ثم قال ببطء أيه رأيك في ولادى. يعنى شخصيتهم. تربيتهم. اخلاقهم.
زادت حيرة إيمان أكثر وأكثر لا تعلم سر هذه الأسئلة ولكنها مضطرة للرد عليها قالت 
ماشاء الله يا عمى ولاد حضرتك أحسنت تربيتهم. وأخلاقهم فوق الوصف ربنا
يخاليهوملك
أتسعت ابتسامته وقال ريحتى قلبى يابنتى. كده بقى ندخل في الموضوع على طول
صمتت إيمان وتركت له المجال لمتابعة حديثه فقال بشكل مباشر أيه رأيك في عبد الرحمن ابنى
أرتبكت وقالت بتردد من ناحية أيه
قال مباشرة لو اتقدملك تقبليه
وقفت إيمان في خجل وأطرقت برأسها ولم ترد نهض عمها ووقف إلى جانبها ولف ذراعه حول كتفها قائلا 
يابنتى انا عاوز رأيك بصراحة. متكسفيش مني. لو شايفاه ميصلحش قوليلى لاء. ليكى مطلق الحرية ده جواز مش لعبة طال صمتها مما جعله يشعر بالقلق فقال 
أنا بس عاوز اقولك ان عبد الرحمن متربى ومواظب على صلاته وبيقوم بكل الفروض اللى عليه. وعمره لا مسك سېجارة ولا غيره. وطبعا انت عيشتى معانا فترة وشوفتى تصرفاته.
ثم تابع بتنهيدة قلقه ولو وافقتى هتريحى قلبى يا إيمان. أنا عاوز اطمن عليكى انت واختك قبل ما اموت
قالت بلهفة بعد الشړ عليك يا عمى. ربنا يديك طولت العمر وحسن العمل يارب.
تابع حديثه
 

تم نسخ الرابط