رواية طبقات فرقتنا ولكن بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

دي امتى
أجابه الطبيب بهدوء وعملية
كانت هنا من يومين وقالت ياريت منبعتش حاجه على البيت وهي هتيجي بنفسها تاخدهم لكن أنا لما لقيت الوضع كده قولت لازم أبلغك
وقف عمر على قدميه وهو
يشعر أن كل شيء يهدم فوق رأسه لم يكن يتوقع منها ذلك أبدا ولم يلاحظ عليها شيء منذ زواجهم مد يده وأخذ منه التقارير التي بيده
شكرا ليك يا دكتور ... اتمنى الكلام ده محدش يعرفه
عيب عليك يا أستاذ عمر
أومأ له الآخر وخرج من الغرفة وهو لا يدري أي شيء يحدث معه الآن فقط يستولي عليه الذهول التام.
_____________________
دلفت إلى مكتبه بعدما طلب منها ذلك نظر لها ب اشتياق كبير وكأنه لم يراها منذ زمن ولكن حقا منذ ذلك اليوم الذي أعترف بحبه لها وهم بعاد عن بعضهم البعض ولكنه لن يستسلم فاليوم عليها الاختيار
أشار إليها أن تجلس على الأريكة ثم وقف من على مقعدة وذهب ليجلس جوارها هو الآخر حتى لا يكون هناك قيود عملية تذكرها بوضعها معه
أخذ نفس عميق وزفره بهدوء ليهتف قائلا
سما أظن أن كده خلاص عدا شهر وزيادة وأنا لسه مستني ردك عليا وعلى حسب اتفاقنا إنك هتردي عليا النهاردة يا اه يا لا وأنا أتمنى تقولي أيوه يا سما ... اتمنى توافقي تتجوزيني
نظرت له بذهول وهي غير مصدقة أنه يطلب منها ذلك والأن نعم كانت متوقعة سؤاله على حسب اتفاقهم ولكن هو يجعلها تتفاجأ من حديثه كل مرة مثل الآن هكذا لقد رفضت يحي لأجله هو فقط هل ستوافق أم أنها ستعود لكلمات عقلها السابقة ولحالة شقيقتها والتي كان السبب فيها شقيقه
سما ردي عليا ... موافقة
نظرت لعينيه التي تترجاها على الموافقة نظرت لكم الحب واللهفة بهما لتقول دون تردد ولكن سيطر اللون الأحمر على وجهها ليصبح قاتم من شدة الخجل
موافقة يا مصطفى
لم يصدق ما استمعت إليه أذنيه ليقول سائلا إياها مرة أخرى
أنا سمعت صح أنت وافقتي صح
اومأت له ب الايجاب بخجل يكاد ېقتلها لتذهب عينيه على شفتيها فورا ثم دون سابق إنذار يقتحم كيانها بتواجده الطاغي عليها جحظت عينيها وتوترت كثيرا لاقتحامه لها حاولت دفعه بيدها ولكنه لم يتراجع انش واحد فقط إلا عندما شعر بحاجتها للهواء ليبتعد أخذا أنفاسه بصعوبة بينما هي تلهث بشدة وهي تحاول السيطرة على تلك المشاعر الجياشة التي عصفت بها
ابتسم بهدوء وهو يرى وجهها الأحمر القاتم بسبب خجلها منه ليزيده بكلماته التي ألقاها عليها
إن شاء الله في أقرب فرصة هاجي علشان اخطبك من عم محمود وأحط أيدي في أيده وأخد منه البسكوته دي
توترت كثيرا من أثر كلماته وراحت تضغط على أصابع يدها ووجها في الأرض وعندما وجدته يتقدم منها مرة أخرى رفعت وجهها سريعا وعادت للخلف قائلة
أنا بره في مكتبي لو احتاجت حاجه
ثم غادرت المكتب سريعا دون ان تنتظر رده عليها وتركته في أحلامه الوردية التي شكلها معها وهو لا يدري أن القدر يخبئ لهم الكثير والكثير.
___________________
وقف أمامه ينظر إليه بسخرية وهو يود أن يفتك به ألا يكفيه أنه أخذها منه الآن يريد تدميرها..
أسمع أنا هنا من غير علم منة وهي حقيقي لو عرفت ممكن تقاطعني ... أنا بس جاي وعايز أقولك كلمتين وأولهم أنك عارف ومتأكد إني بحب منة يمكن أكتر من نفسي بس ما باليد حيلة منة شيفاني أخوها وبس وأنا وعدتها إني هفكر فيها زي أختي مش أكتر وده يبين إني بحبها أكتر منك بمراحل لأني شايفها معاك وساكت ... أنا بس عايزها تكون مبسوطة وهو ده الحب الحقيقي أنك تخلي حبيبك سعيد حتى لو مش معاك
أستمع إلى كلماته ثم هتف بملل وبرود
أنت جاي تقولي الكلمتين دول ولا ايه هات من الآخر
أراد عبد الرحمن أن يقتلع رأسه من جسده بسبب هذا الغرور والعنجهية الذي هو بها ولكنه يفعل ذلك فقط من أجلها فعندما تحدثت معه في الصباح وقصت عليه أن جهاد هي من فعلت ذلك وهي لا تكف عن البكاء وهو أيضا يعلم أن راحتها مع ذلك المتعجرف أقترح عليها أن يذهب إليه ويقص عليه الحقيقة ولكنها رفضت بشدة والآن هو يقف أمامه من دون علمها فقط من أجل سعادتها!.. يا له من أحمق
منة مش بتحبني يا أكنان منة بتحبك أنت مش معقول يعني ده مش واضح ليك وكل اللي عملته معاك مكنش تمثيل ولا حاجه بالعكس ... من أول امبارح وأنا تعبان كنت واخد دور برد عادي ومجتش الكلية امبارح جهاد كلمت منة وقالتلها إني تعبان جامد ومعنديش حد في البيت ومنة من قلقها عليا جاتلي يا أكنان لكن مش لوحدها جاتلي مع أختها سما لو لسه فاكرها ومقعدتش خمس دقايق قبل أنت ما تيجي
اعتدل أكنان في جلسته بعد هذا الحديث الذي سيجعله يعض على أصابعه من الندم وقال يتساءل بشك
بس أنا مشفتش أختها معاكوا
كانت بره بتكلم في الفون ولعلمك أنا قولت ل منة أجيلك وافهمك وهي رفضت وقالت أنك معندكش ثقة فيها وأنك أنت اللي مثلت الحب لأنك لو بتحبها هتصدقها وأنا هنا دلوقتي من وراها وحقيقي منعرفش ليه جهاد تعمل كده علشان متسألش ... فكر في كلامي كويس وحاول تحل الموضوع
ثم تركه وغادر تركه يحاول استيعاب ما تفوه به فإن كان هذا حقيقة هي لن تسامحه أبدا على هذا الشك والخذلان الذي عرضها له جلس يفكر ماذا سيفعل وكيف سيجعلها تغفر له بعد تلك المصېبة التي فعلها دون أن يعود إلى عقله فقط أستمع إلى حديث شخص لا يعرفه وصدق تلك الكلمات عليها وهو بالأساس يعرف أخلاقها جيدا كم كان غبيا يستحق ما يجري له.
_________________
دلف إلى منزله الذي يسكن به معها منذ زواجهم لم يكن يعرف ماذا عليه أن يقول وكيف سيواجهها بما علمه من الطبيب.
دلف إلى الداخل بهدوء وهو لا يسمع إليها صوتا ليتوجه إلى غرفة نومه والذي احتلته الصدمة من بعد دخوله إليها فقد وجدها تجلس على الأريكة وتضع تلك المخډرات أمامها على الطاولة وتستنشق منهم كما المرة السابقة بنهم
ألقى تلك التقارير من يده وتوجه إليها بعصبية يجذبها من خصلات شعرها پعنف وعصبية احتلت كيانه بعد أن شاهدها تفعل ذلك الشيء البشع والذي ربما يؤدي بحياتها
صړخ بها پغضب وهو يجذبها من خصلاتها
ايه اللي بتعمليه ده أنت ايه مش كفاية وساخه لحد هنا بقى ايه فيك حيل أكتر من كده
خرجت الدموع من عينيها وهي تحاول جذب خصلاتها التي سيقتلعها بين يده متحدثة بتوسل له
اهدى بس وأنا هفهمك والله
صفعها بشدة صڤعة أطاحت بها على الفراش پعنف ثم جذبها مرة أخرى من خصلاتها يهتف بصوت عالي
تفهميني ايه أكتر من كده ماخلاص باينه زي الشمس
بكت وانتحبت كثيرا وهي تحاول أن توقفه عن الذي يفعله بها فقد شعرت أن جذور شعرها قد اقتلعت
سيبني يا عمر والنبي علشان خاطري الله يخليك
ترك خصلاتها ودفعها
إلى الحائط قابضا على يدها بشدة
من امتى وأنت بتشمي الهباب ده
لم تجيبه بل أخفضت وجهها بالأرض وهي تبكي
تم نسخ الرابط